دانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، احتجاز قوات النظام السوري سيدتين وطفلين من أهالي بلدة كناكر بريف دمشق الجنوبي الغربي، واتخاذهم كرهائن للضغط على ذويهما.
وقالت الشبكة في بيان إنه في يوم الأحد الفائت، سجلت قيام عناصر من فرع فلسطين 235، التابع لشعبة المخابرات العسكرية، باعتقال سيدتين وطفلين، من أهالي بلدة كناكر، في أثناء تلقيهم العلاج في أحد المراكز الطبية في منطقة مساكن برزة في مدينة دمشق.
وفي بادئ الأمر تم نقلهم إلى فرع فلسطين في دمشق، وفي اليوم التالي تم اقتيادهم إلى فرع المخابرات الجوية في مطار المزة العسكري.
وأشارت الشبكة إلى أن بلدة كناكر خضعت منذ مطلع عام 2016 للعديد من اتفاقيات "التسوية" مع قوات النظام السوري، وتوسطت القوات الروسية في عدد من هذه الاتفاقيات.
ولم يلتزم النظام بتعهداته في أي من تلك الاتفاقيات، خاصة بالإفراج عن المعتقلين من أبناء البلدة، وعدم التعرض لهم بعمليات الاعتقال والملاحقات الأمنية، وعلى العكس مارس العديد من عمليات الحصار على البلدة، واستهدف أبناءها بعمليات الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري منذ ذلك الوقت وحتى الآن، وفق الشبكة.
اعتقال 4 للضغط على مطلوب في دمشق
أكدت الشبكة حصولها على معلومات تفيد بأن عملية الاعتقال جرت لاتخاذهم رهائن مقابل قيام أحد أقربائهم بتسليم نفسه للفروع الأمنية، مشيرة إلى أن إحدى السيدتين تعاني من مرض وتحتاج لرعاية صحية عاجلة.
كما أوضحت الشبكة أن عملية الاعتقال -وكما جرت عادة قوات النظام- لم تتم وفق مذكرة قضائية، ولم يعلم المعتقلون التهم الموجهة لهم ومنعوا من التواصل مع ذويهم وأصبحوا رهائن للنظام.
وأضافت: "في كثير من الحالات سجلنا اعتقال قوات النظام ذوي المطلوبين لها، وغالباً ما تستهدف الفئة الأضعف بين أفراد العائلة كالنساء أو الأطفال، ليس لانتزاع المعلومات، بل للانتقام والضغط على المطلوبين لتسليم أنفسهم".
وشدد البيان على أن النظام انتهك بعملية الاحتجاز هذه قرار محكمة العدل الدولية الصادر في 16 تشرين الثاني الماضي، بشأن طلب تحديد التدابير المؤقتة الذي قدمته كندا وهولندا في القضية المتعلقة بتطبيق اتفاقية مناهضة التعذيب ضد النظام السوري.
وطالبت الشبكة في بيانها بالإفراج الفوري عن المعتقلين الأربعة، وتعويضهم مادياً ومعنوياً عن الضرر الذي لحق بهم، وإيقاف كافة عمليات الاحتجاز والاعتقال التعسفية والتعذيب التي تهدف إلى نشر الرعب بين أبناء المجتمع وابتزاز الأهالي.
جدير بالذكر أن بلدة كناكر تشهد منذ اعتقال السيدتين والطفلين توترات كبيرة حيث يهدد الأهالي بالتصعيد ضد النظام في حال عدم الاستجابة لمطالبهم وإطلاق سراحهم بشكل فوري.