ملخص:
- تراجع إنتاج القطن في سوريا من 717 ألف طن في 2011 إلى 14 ألف طن في 2023 بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج وشح المياه.
- توقف معظم المحالج عن العمل، مع بقاء محلجين فقط يعملان في حماة وحلب.
- مزارعون يتخلون عن زراعة القطن لصالح محاصيل أقل كلفة وأكثر ربحية.
شهد إنتاج القطن في سوريا تراجعاً كبيراً، خلال السنوات الخمس الماضية، حيث انخفض الإنتاج من 65 ألف طن في سهل الغاب بريف حماة، مطلع الألفية الثانية، إلى 530 طناً فقط، العام الفائت، ولم يقتصر هذا التراجع على حماة فقط، بل شمل العديد من المحافظات السورية.
وقالت صحيفة "تشرين" التابعة للنظام السوري، اليوم الثلاثاء، إن إنتاج القطن في سوريا وصل في عام 2011 إلى 717 ألف طن من مساحة مزروعة بلغت 175 ألف هكتار، لكن هذا الرقم تضاءل بشكل كبير، حيث بلغ الإنتاج العام الماضي 14 ألف طن فقط، تم حلجها في محلجي العاصي بحماة وتشرين بحلب.
وأضافت أن هذا التراجع جاء بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، خاصة حاجة المحصول الكبيرة للمياه، حيث يحتاج القطن وسط سوريا إلى ثماني ريات في أسوأ الأحوال، بينما يتطلب في المناطق الشرقية ما بين 10 إلى 12 رية.
وهذا يزيد من كلفة إنتاج القطن بشكل كبير في ظل نقص الطاقة والمحروقات، حيث تعيش سوريا أزمات متتالية في توفيرها، من دون وجود أي تحرك من النظام السوري، ما دفع المزارعين إلى التخلي عن زراعته والتوجه إلى محاصيل تحقق ربحاً أكبر، وتحتاج إلى تكاليف أقل.
محلجان فقط يعملان
وأشارت الصحيفة إلى أن محلجي العاصي في حماة وتشرين في حلب هما الوحيدان العاملان حالياً في سوريا، في ظل توقف بقية المحالج بسبب قلة الإنتاج.
ولفتت إلى أن التوقعات في هذا الموسم تشير إلى وجود زيادة طفيفة في الإنتاج مقارنة بالعام الفائت، خاصة في محافظة حماة، والحسكة التي يُتوقع أن تنتج 18 ألف طن من القطن، إلا أن إخراجها من هناك يتعذر في ظل سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) على المنطقة.
وشكّكت الصحيفة في مصداقية حكومة النظام، حيث قالت: "رغم ذلك، من المتوقع أن تعلن وزارة الزراعة عن أرقام إنتاجية قد لا تعكس الواقع الفعلي على الأرض، مما يثير الشكوك حول دقة الإحصائيات الرسمية".
وقبل اندلاع الثورة السورية التي واجهها النظام السوري بالقمع والقتل والترهيب، وجر البلاد إلى الوضع الراهن، كان القطن يشكّل نحو 30% من مجمل الصادرات الزراعية لسوريا، وكان المصدر الثالث للنقد الأجنبي بعد النفط والقمح.
وحقّقت البلاد تقدماً كبيراً من حيث "مردود الإنتاج في وحدة المساحة"، عام 2007، حيث احتلت سوريا المرتبة الثانية عالمياً بعد أستراليا، بواقع 3.9 أطنان في الهكتار الواحد.