تشهد مدينة تل أبيض شمالي الرقة، منذ يومين، موجة غضب ضد المجلس المحلي تمثّلت بإضراب ومظاهرات تُطالب بإسقاط المجلس، عقب إقالته مدير الأوقاف خليل الإبراهيم.
ومنذ صباح اليوم الخميس، يتظاهر المئات من الأهالي بينهم نساء وأطفال في مدينة تل أبيض، مطالبين بإسقاط المجلس المحلي للمدينة، واصفين إيّاه بـ"الفاسد".
August 3, 2023
وقبل المظاهرت، شهدت تل أبيض وبلدة سلوك القريبة، إضراباً عاماً شمِل جميع الفعاليات الاقتصادية والمدنيّة، وتعليق عمل الأوقاف وأئمة المساجد في المنطقة.
August 2, 2023
August 2, 2023
جاء ذلك احتجاجاً على إقالة المجلس المحلي في تل أبيض لـ مدير الأوقاف خليل الإبراهيم، الذي رفض توجيهات المجلس في فصل (ياسر المصطفى أبو عمار) أحد مشايخ وخطباء بلدة سلوك، وإعفائه من خطبة الجمعة.
وكان إمام مسجد "فاطمة الزهراء" في بلدة سلوك، قد تطرّق في خطبة الجمعة الماضية، إلى مسؤولي الحكومة المؤقتة وقيادات الجيش الوطني، متحدّثاً عن الفساد والمحسوبيات والأوضاع المعيشية المتردّية في المنطقة.
وبحسب المحتجّين فإنّ إقالة مدير الأوقاف في تل أبيض خليل الإبراهيم جرت بـ"طريقة تعسّفية"، مطالبين بإعادته إلى منصبه، وإسقاط مسؤولي المجلس المحلي، كما طالبوا بتأمين مستلزمات الحياة والخدمات الأساسية.
بيان "رابطة أهل العلم في الشرقية"
أصدرت "رابطة أهل العلم في الشرقية" بياناً بخصوص قرارات الفصل الجائرة بحق مدير الأوقاف في تل أبيض الدكتور خليل الإبراهيم، والشيخ الخطيب ياسر المصطفى.
وأعربت الرابطة في بيانها، عن تضامنها مع مديرية أوقاف تل أبيض والعاملين فيها والذين أعلنوا تعليق أعمالهم حتى إلغاء قرارات الفصل الجائرة وغير الشرعية، والتي تفتقد - وفق البيان - إلى أدنى درجات تقدير أهل العلم والخطباء ومكانتهم الاجتماعية.
ودعت الرابطة، المجلس المحلي في تل أبيض إلى تدارك الوضع والتراجع عن تلك القرارات وحل الخلافات عبر الحوار البناء بعيداً عن سياسات الإقصاء وقرارات الفصل الجائرة.
المجلس الإسلامي السوري يعلّق
أصدر المجلس الإسلامي السوري بياناً عن قرار الفصل أيضاً، قائلاً: "للأوقاف الإسلامية وضعها الشرعي والقانوني، ولا يجوز الاعتداء عليها أو العبث بها أو تغيير شروط واقفيها أو تأميمها للحكومات أو المجالس المحلية، أو غيرها ممن لا يحق له تملّكها أو التحكم بها شرعاً".
اقرأ أيضاً.. بين نقيضين.. ما الاختلاف بين تجربتي رأس العين وتل أبيض؟
وجاء في نص البيان أن "الأئمة والخطباء الذين يقومون على رعاية هذه المساجد وعمارتها بالصلاة والدروس العلمية فيها، هم أولى الناس بأن تُحفظ هيبتهم ومكانتهم، وأن تُرعى شؤونهم وأن يُهتم لأمرهم".
ودعا البيان "الأغنياء من المسلمين إلى جعل هذه البيوت منارات علمية لتخريج القادة والعلماء، ورعاية الموهوبين، واحتضان الأيتام علمياً، وتعليم المنقطعين عن الدراسة"، مثّمناً موقف أهالي المنطقة الشرقية في وقوفهم إلى جانب العلماء اليوم (في إشارة إلى الإضراب ببلدة سلوك.
— المجلس الإسلامي السوري (@syrian_ic) August 2, 2023
يشار إلى أن الجيشين التركي والوطني السوري يسيطران على مساحات واسعة شرق الفرات تمتد مِن مدينة رأس العين شمال شرقب الحسكة حتى مدينة تل أبيض شمالب الرقة، وبعمق يمتد إلى نحو 30 كيلومتراً يصل إلى الطريق الدولي حلب - الحسكة (M4)، عقب عملية "نبع السلام" التي أطلقها الجيشان، يوم 9 تشرين الأول 2019.