تتابع إسرائيل باهتمام كبير وقلق عودة نظام بشار الأسد إلى الجامعة العربية، وتجري نقاشات أمنية لتقييم الوضع مع خشية من أن يؤثر ذلك على نشاطها العسكري ضد الأهداف الإيرانية في سوريا على المدى البعيد.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن إسرائيل وجهت رسائل واضحة إلى المجتمع الدولي مفادها أن استعادة الأسد شرعيته في العالم العربي لن تمنعها من مواصلة هجماتها في سوريا.
وفقاً للصحيفة، تشير التقديرات في إسرائيل إلى أن عودة الأسد إلى الجامعة العربية يعد "تطوراً خطيراً" على المدى القصير والمتوسط، لأنها تخرجه من عزلته، وبالتالي تجعل أي هجوم إسرائيلي في سوريا "أقل قبولاً"، وستواجه موقفاً عربياً داعماً للأسد حيال هذه الهجمات.
وذكرت "يديعوت أحرونوت" أن القيادة العسكرية والأجهزة الأمنية في إسرائيل أجرت، مؤخراً، اجتماعاً موسعاً لتقييم الوضع بعد عودة الأسد إلى الحضن العربي.
وترى تل أبيب أن عودة الأسد هو أحد الأمور التي تثير قلقاً على موقفها في محاربة الوجود الإيراني في سوريا، وفقاً لمصدر أمني إسرائيلي كبير نقلت عنه "يديعوت أحرونوت".
وأضافت الصحيفة، أن انضمام سوريا إلى القمة العربية في جدة يضاف إلى تطورات أخرى تقلق إسرائيل في المنطقة، بما في ذلك تجديد العلاقات السعودية الإيرانية والتقارب بين تركيا ونظام الأسد.
بحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن إسرائيل قد تتفهم الاتفاق السعودي الإيراني برعاية صينية، وترى أنه يركز على الحرب الداخلية في اليمن، ومن مصلحة تل أبيب عدم تحول اليمن إلى مصدر عداء آخر تجاه الغرب وإسرائيل.
ولكن تستبعد إسرائيل أن يساهم مسار التطبيع العربي في إبعاد الأسد عن إيران، وترى أنه سيواصل رهن سوريا وجعلها منصة ومنطقة عبور لنقل الأسلحة من طهران إلى جنوب لبنان.
מהתמיכה במורדים ועד לחיבוק החם לאסד: השינוי הדרמטי של בן סלמאןhttps://t.co/gLYbW5Veu0 pic.twitter.com/68k1rWDiOd
— ynet עדכוני (@ynetalerts) May 19, 2023
إسرائيل تتهم المجتمع الدولي بـ "ازدواجية المعايير"
في غضون ذلك، استنكر وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف غلانت موقف الدول العربية باحتضان الأسد ووصفه بأنه "سقطة أخلاقية غير مسبوقة".
كما اتهم غلانت المجتمع الدولي بـ "ازدواجية المعايير" تجاه مسامحة الأسد على جرائمه ومحاسبة إسرائيل.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي في تقييمه للأوضاع الأسبوع الماضي بشأن كسر العزلة عن الأسد عربياً، "هذا تدنٍ أخلاقي غير مسبوق إذ ترحب جامعة الدول العربية بأذرع مفتوحة بسوريا، التي يتحمل زعيمها مسؤولية قتل مئات الآلاف من المدنيين.، عمداَ، من خلال الضربات الجوية والمدفعية على التجمعات السكانية والمستشفيات وطوابير لتوزيع المواد الغذائية ومراكز المساعدة ".
وأضاف غلانت، بينما المجتمع الدولي يغمض عينيه في وجه جرائم الأسد المتعمدة ضد المدنيين، ويحاول في الوقت نفسه محاكمة إسرائيل بقسوة، مدعياً أن بلاده تحاول تجنب قتل المدنيين في عملياتها العسكرية ضد الفلسطينيين.