أمل.. تلك الدمية التي تمثل طفلة سورية لاجئة عمرها عشر سنوات، تحولت إلى رمز عالمي لحقوق الإنسان، بعدما سافرت إلى كل أرجاء العالم لتنشر الوعي حول الأطفال النازحين واللاجئين، وخلال تلك الرحلة، مرت أمل بنيويورك وفرنسا وإيطاليا وأمستردام وغيرها كثير.
انطلقت أمل في رحلتها الرمزية الطويلة من مسقط رأسها بالقرب من سوريا، فقطعت أوروبا لتصل إلى موطنها الجديد في مانشستر ببريطانيا، وخلال تلك الرحلة، توقفت أمل في العديد من المدن ومن بينها لندن.
وبحسب المسؤولين عن مسيرة أمل، فإن هذه الدمية مرت بأكثر من 85 مدينة واستُقبلت في أكثر من 240 حفلة أقيمت خصيصاً لها، وبلغ عدد من التقت بهم في طريقها مليون نسمة موزعين على 13 دولة زارتها ، ولهذا تحولت إلى رمز حقيقي للأمل والاهتمام.
وعن أمل، يحدثنا سعيد أمير نزار الزعبي وهو المخرج الفني لمسير أمل، فيقول: "لقد تحولت أمل إلى رمز نظراً لاهتمام العالم بأمور أخرى في الوقت الراهن ولهذا بات من الضروري أكثر من أي وقت مضى إحياء الحوار حول أزمة اللاجئين وتغيير السردية المتصلة بها، فاللاجئون بحاجة للغذاء والبطانيات، ولكنهم أيضاً بحاجة لأن يحفظوا كرامتهم ولأن يُسمعوا صوتهم للعالم، ولهذا كان الهدف من مسير أمل هو تسليط الضوء على قدرات اللاجئين، وليس فقط على ظروفهم التعيسة. كما أننا جعلنا طول أمل يصل إلى ثلاثة أمتار ونصف وذلك لأننا نريد من العالم أن يزيد من ترحيبه لمن هم مثلها، كما أردنا لها أن تلهم جميع الناس بأفكار عظيمة وأن تدفعهم للتصرف والعمل بطريقة أعظم".
أمل الصغيرة في لندن
عقب الزلزالين المدمرين اللذين ضربا تركيا وسوريا، عادت أمل الصغيرة إلى لندن لتقوم بجمع التبرعات للأطفال اللاجئين النازحين في مختلف بقاع العالم، مع التركيز بصورة أساسية على من تضرروا بفعل الزلزالين المدمرين، وهكذا أصبحت أمل شريكة لمنظمة Choose Love البريطانية في أثناء توجهها إلى العاصمة. بعد ذلك ستقام مناسبات واحتفاليات للترحيب بها في مختلف أرجاء لندن تبدأ من ساحة باترنوستر مروراً برواق بلومبيرغ فسوق ليدينهول، قبل أن تنتهي رحلتها عند برج لندن.
وبعد أن تزور لندن، من المقرر لأمل أن تزور برايتون لأول مرة في 30 آذار، وهناك ستترأس موكباً سيسير على طول الساحل، حيث ستلتقي بالأطفال والأهالي الباحثين عن الأمان واللجوء في المملكة المتحدة، بعد ذلك ستكون على رأس مسير تموله إحدى الجهات ليمر عبر هامبستيد هيث في الأول من نيسان المقبل، كما ستقام احتفاليات أخرى لها في مختلف أرجاء لندن حتى الثاني من نيسان.
وكل من يرغب بتقديم المساعدة والدعم بوسعه أن يتوجه إلى متجر أقامته منظمة Choose Love وفيه قسم مخصص لأمل الصغيرة، حيث يمكن لما ينفق من أموال هناك أن يصرف على سلع مفيدة وعلى مواد تنقذ أرواح الأطفال وأهاليهم، وتشمل معاطف للصغار، وأطعمة ساخنة، وألعاب الأطفال، وحقيبة الطوارئ عند وقوع الزلازل وغيرها كثير.
المصدر: Secret London