أعلنت الحكومة الألمانية، اليوم الخميس، أن تخفيض شحنات الغاز الروسية أجبرها على إعلان خطة طوارئ بشأن إمدادات الغاز، داعيةً المواطنين إلى تقليل استهلاك الغاز بانتظار قدوم الشتاء.
ونقلت وكالة الأناضول عن وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، قوله في تصريحات صحفية إن الغاز أصبح "عملة نادرة" في ألمانيا، داعيا المواطنين إلى تقليل استهلاك الغاز بانتظار قدوم الشتاء.
وأشار إلى أن "ألمانيا بدأت تعاني من نقص في إمدادات الغاز، وسنتخذ كل التدابير الضرورية لضمان الحصول على كميات كافية من الغاز".
كما أكد هابيك أن الحكومة الألمانية "لن تسمح للشركات أن ترفع من أسعار الغاز" في خضم هذه الأزمة.
ويوم الأحد الماضي أعلنت ألمانيا عزمها إعطاء الأولوية لمحطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم وتخزين مزيد من الغاز الطبيعي لتقليل استهلاك الغاز.
ألمانيا تتهم روسيا ببث الفوضى في أوروبا
واعتبر هابيك يوم الثلاثاء الماضي حسب وكالة "فرانس برس" تراجع إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 1"، والذي قررته مؤخرًا موسكو، هو "هجوم" اقتصادي يهدف إلى "بث الفوضى في السوق الأوروبية للطاقة".
وأضاف في كلمة أمام رؤساء شركات قطاع الطاقة: "ما رأيناه الأسبوع الماضي يحمل بعداً آخر. إن تقليص شحنات الغاز عبر "نوردستريم" هو هجوم علينا، هجوم اقتصادي علينا".
وقلّصت مجموعة "غازبروم" الروسية للغاز هذا الأسبوع إمداداتها إلى أوروبا عبر خط أنابيب الغاز "نوردستريم" بنسبة 40 في المئة ومن ثمّ بنسبة 33 في المئة، بحجة وجود مشكلة فنية.
لكن الحكومة الألمانية تعتبر أن ذلك يعود إلى "قرار سياسي" يهدف إلى التأثير في المواجهة بين موسكو والدول الغربية، بشأن الحرب في أوكرانيا.
مخزون الغاز في ألمانيا يهدد بأزمة اقتصادية خطيرة
وأشار هابيك إلى أن "مخزونات (الغاز) ممتلئة بنسبة 60 في المئة فقط، وإذا دخلنا فصل الشتاء بمخزونات نصف ممتلئة، وإمدادات الغاز متوقفة، فإننا أمام أزمة اقتصادية خطيرة في ألمانيا".
وما زالت برلين تستورد حسب الوكالة الفرنسية 35 في المئة من حاجاتها من الغاز من روسيا، فيما كانت هذه النسبة 55 في المئة قبل الغزو الروسي لأوكرانيا والذي بدأ في 24 شباط الماضي.