قالت الأمم المتحدة، إن واحداً من كل سوريين اثنين يعيش في مناطق ملوثة بألغام أرضية أو ذخائر غير منفجرة، وسط مخاطر كبيرة من انفجار أي منها فيهم.
وأضافت الأمم المتحدة في بيان صادر عن فريقها في سوريا، أن 12.350 حادثة انفجار ذخائر وقعت في سوريا ما بين عامي 2019 إلى 2022 بمعدل خمسة حوادث يومياً في المتوسط نتيجة انفجار ألغام أرضية أو ذخائر غير منفجرة، بحسب وكالة "رويترز".
وقال العميد علي قاسم قائد مجموعة التأمين الهندسي في الغوطة الشرقية "بناء على إخبارية من الأهالي على وجود أكثر من عبوة في المنطقة، إجينا مع مجموعة من النقابين وتم الكشف عن العبوات وتم نزعها ويتم نقلها بعد تأمينها إلى منطقة تجميع العبوات، ومن ثم يتم إتلافها بموجب محاضر إتلاف نظامية"، بحسب الوكالة.
وأضاف "خلال عام 2022 بالغوطة الشرقية، تم العثور على بحدود 300 لغم م د (مضاد دبابة) و1500 عبوة ناسفة، بحدود 1400 صاروخ وقذيفة مُجدبة (لم تنفجر)".
فقد ساقه
وتعين على المواطن السوري "أبو محمد" أن يتأقلم مع أوضاع كثيرة عندما اندلعت الحرب في وطنه سوريا.
واضطر الرجل، الذي يعمل في الأصل نجاراً في بلدة كفر بطنا في الغوطة الشرقية، إلى الفرار بشكل مؤقت إلى دمشق في عام 2014 عندما فُتح طريق إنساني لإنقاذ المدنيين.
وبعد ذلك بأربع سنوات عندما تم التوصل إلى اتفاق تهجير سكان الغوطة الشرقية برعاية روسية عام 2018 كانت ورشته دُمرت بالكامل بسبب قصف النظام السوري على تلك المناطق مما اضطره للجوء إلى بيع الحلويات على دراجة هوائية لكسب قوته.
وفي أثناء قيادته الدراجة من بلدة إلى أخرى، وقع أبو محمد ضحية لغم انفجر بجانبه.
وأضاف أبو محمد "كنت عم بيع حلويات على بسكليت وعم دور بالحارات من زملكا لعين ترما لحزة، من هون لهون، وإذ قدام المقسم تبع زملكا ما عرفت شو صار، التفتت وقتها، شي توفى، شي راح يديه، شي رجليه، وأنا دغري راحت رجلي (خسرت رجلي) اليسار".
وبعد أن فقد ساقه، اضطر أبو محمد إلى إعادة ترتيب حياته من جديد.
فقام بتعديل شاحنة صغيرة لتتناسب مع إعاقته وأضاف ناقل حركة يدوياً وهو يعمل سائق توصيل الآن.
وذكر "المصروف ما بيرحم فمتل مانك شايف عم أشتغل عهاي الوسيلة نطالع لقمة عيشنا، ساوينا هالحركة تبع السيارة، ويوم نشتغل وعشرة أيام ما بنشتغل".
وأبو محمد واحد من ضحايا كثيرين للذخائر المتفجرة في البلد الذي مزقته الحرب.
انفجار لغم
وقالت أم عمر (75 عاماً) زوجة أحد ضحايا الألغام "الصبي عمره 12 سنة (حفيدها) واقف هنا وأبو محروس (صهرها) هنا وأنا هناك، وصهري الثاني كان يشاهد جدران المطبخ التي كانت ساقطة على الأرض ومشيو باتجاهي وما شفت إلا شي وضرب بوجهي، التفت ولقيت الدخان ولا عاد بيّن الولد ولا حد، شفت دم عم ينزل من وجهي بعد ما راحت الدخنة، لقيت صهري أبو محروس هون ملحوش (واقع) وصهري علي هون والصبي هنا والدم ينفر منه".