أثار ظهور الممثل السوري يحيى بيازي مصاباً بمرض "التصلب اللويحي"، تعاطفاً واسعاً من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تساؤلات عن ماهية هذا المرض وأسبابه وطرق العلاج منه.
وتداولت مواقع التواصل تسجيلاً مصوراً يظهر للممثل السوري وائل شرف وهو يجري بثاً مباشراً بمشاركة بيازي الذي كشف عن إصابته بوعكة صحية تسببت بشللٍ عضلي ووظيفي في جسده على إثر تعرضه لمرض نادر يطلق عليه "التصلّب اللويحي".
وتحدث بيازي في مقطع الفيديو مع زميله شرف بصعوبة، وكان يشكو من عدم سؤال زملائه عليه رغم علمهم بإصابته.
عدد مصابي "التصلب اللويحي" في سوريا والعالم
وبحسب رئيس "الرابطة السورية للعلوم العصبية" أنس جوهر، فقد تجاوز عدد المصابين بالتصلب اللويحي على مستوى العالم الـ2.4 مليون شخص، ويعد من الأمراض المناعية الشائعة في الجهاز العصبي المركزي، وتكون ذروة حدوثه في المرحلة العمرية بين 20 و40 عاماً، وتصاب به النساء أكثر من الرجال.
وكشف جوهر عن أن متوسط عدد مراجعي اللجنة الخاصة بالتصلب اللويحي أسبوعياً يصل إلى 35 مريضاً. وبلغ العدد الإجمالي للحالات المسجلة في سوريا نحو 7700 مريض، مؤكداً أن زيادة عدد المرضى من عام إلى آخر يعود إلى الوعي بالمرض وآلية التشخيص ومعاييره وسهولة إجراء تصوير مغناطيسي للكشف عنه، وفق ما نقل عنه موقع "أثر برس" المحلي.
وزعم جوهر بأن "وزارة الصحة" في حكومة النظام السوري "تقدم بوساطة المشافي ومراكز التشخيص والعلاج، الدواء المجاني للمرضى، إذ إن تكلفة العلاج من التكاليف العالية جداً، مبيناً أن اللجنة مختصة بتشخيص وعلاج مرضى التصلب اللويحي وتقدم أسبوعياً في مشفى ابن النفيس خدماتها مجاناً منها صرف بعض أنواع الأدوية للمرضى"، على حد قوله.
مرض "التصلب اللويحي"
وبحسب مواقع متخصصة بالموضوعات الطبية، يؤدي مرض التصلب اللويحي (أو التصلب المتعدد) في كثير من الأحيان إلى الإنهاك، إذ يقوم جهاز المناعة في الجسم بإتلاف الغشاء المحيط بالأعصاب الذي ووظيفته حمايتها، هذا التلف أو التآكل للغشاء يؤثر سلبًا على عملية الاتصال ما بين الدماغ وبقية أعضاء الجسم، وفي نهاية المطاف قد تُصاب الأعصاب نفسها بالضرر وهو ضرر غير قابل للإصلاح.
أعراض التصلب اللويحي مختلفة ومتنوعة حسب الأعصاب المصابة وشدّة الإصابة، في الحالات الصعبة يفقد مرضى التصلب اللويحي القدرة على المشي أو التكلم، أحيانًا من الصعب تشخيص المرض في مراحله الأولى؛ لأن الأعراض غالبًا تظهر ثم تختفي وقد تختفي لعدة أشهر.
وقد يظهر في أي عُمْر، لكنه في العادة يبدأ بالتطور في عمر ما بين 20 - 40 عامًا، كما أن المرض يصيب النساء بشكل أكبر من الرجال.
أعراض مرض التصلب اللويحي
من بين أعراض التصلب اللويحي ما يلي:
- الخَدَر، أو انعدام الإحساس والشعور، أو الضعف في الأطراف جميعها أو جزء منها، وعادةً ما يظهر هذا الضعف أو الشلل في جهة واحدة من الجسم أو في القسم السفلي منه.
- فقدان جزئي أو كلّي للنظر في إحدى العينين، بشكل عام لا تكون المشكلة في كلتي العينين معًا في الوقت ذاته، وأحيانًا تكون مصحوبة بأوجاع في العين لدى تحريكها.
- رؤية مزدوجة أو ضبابية.
- أوجاع وحكّة في أجزاء مختلفة من الجسم.
- الإحساس بما يشبه ضربة كهربائية لدى تحريك الرأس حركات معينة.
- رعاش.
- فقدان التنسيق بين أعضاء الجسم، أو فقدان التوازن أثناء المشي.
- تعب.
- دوار.
تظهر الأعراض عند معظم المصابين بمرض التصلب اللويحي وخصوصًا في مراحله الأولى، ومن ثم تختفي بشكل كلّي أو جزئي، وفي كثير من الأحيان تظهر أعراض التصلب اللويحي أو تزداد حدتها عند ارتفاع درجة حرارة الجسم.
أسباب وعوامل خطر مرض التصلب اللويحي
التصلب اللويحي هو مرض مناعة ذاتية حيث يقوم جهاز المناعة بمهاجمة نفسه، تؤدي هذه العملية إلى إتلاف طبقة الميالين وهي المادة الدهنية التي تغلف الألياف العصبية في الدماغ والعمود الفقري وتقوم بحمايتها.
عند الإضرار بطبقة الميالين قد تصل الرسالة أو المعلومة التي يتم نقلها من خلال العصب بشكل أبطأ أو قد لا تصل إطلاقًا.
لا يعرف الأطباء والباحثون السبب الدقيق لإصابة شخص ما بمرض التصلب اللويحي دون آخر، لكن المعروف أن مزيجًا من العوامل الوراثية والالتهابات في فترة الطفولة يُساعد في ذلك.
عوامل خطر الإصابة بالتصلب اللويحي
قد تزيد بعض العوامل من احتمال الإصابة بمرض التصلب اللويحي، ومن بينها:
- العُمْر: قد يظهر التصلب اللويحي في كل الأعمار، إلا أنه يبدأ بالظهور والتطور بشكل عام في سن ما بين 20 – 40 عامًا.
- الجنس: احتمال إصابة النساء بمرض التصلب اللويحي هو ضعف احتماليته لدى الرجال.
- عوامل وراثية: احتمال الإصابة بمرض التصلب اللويحي يزداد عند وجود أفراد من العائلة مصابين أو أصيبوا بمرض التصلب اللويحي، مع ذلك أثبتت التجارب بين التوائم المتماثلة أن الوراثة ليست العامل الوحيد للإصابة بمرض التصلب اللويحي.
- فلو كان مرض التصلب المتعدد يتعلق بالعوامل الوراثية وحدها فقط لكان احتمال الإصابة لدى التوائم المتماثلة متساويًا، لكن الوضع ليس كذلك إذ إن احتمال الإصابة لدى توأمين متماثلين هو 30 بالمئةفقط إذا كان شقيقه التوأم مصابًا بالتصلب المتعدد.
- الالتهابات: من المعروف أن كثيرًا من الفيروسات لها علاقة بمرض التصلب اللويحي، فمثلًا يوجد علاقة بين مرض التصلب اللويحي وبين فيروس إبشتاين – بار وهو الفيروس المسبب لمرض كثرة الوحيدات العدائية، وحتى الآن ليس معروفًا كيف ينشأ الفيروس ويتطور في الحالات الصعبة من مرض التصلب اللويحي.
- أمراض أخرى: ثمة أشخاص أكثر عرضة للإصابة بمرض التصلب المتعدد، إذا كانوا مصابين بأحد أمراض المناعة الذاتية الآتية:
- الأمراض التي يختل فيها عمل الغدة الدرقية.
- السكري من النوع الأول.
- التهاب الأمعاء.
مضاعفات مرض التصلب اللويحي
يمكن أن تتطور لدى مرضى التصلب اللويحي أمراض أخرى في بعض الحالات مثل:
- تيبّس أو تشنج العضلات.
- شلل وخاصةً في الساقين.
- مشكلات في كيس المثانة، أو في الأمعاء، أو في الأداء الجنسي.
- مشكلات عقلية، مثل: النسيان، أو صعوبة التركيز، أو الاكتئاب.
- مرض الصّرع.
الصحة العالمية تخصص يوماً للتصلب اللويحي
وخصصت منظمة الصحة العالمية يوم 30 من أيار يوماً عالمياً للتصلب اللويحي لتوعية المجتمع به وتعزيز الجهود لدعم المرضى المصابين به وتحسين نمط حياتهم.
يذكر أن الاتحاد العالمي للتصلب اللويحي حدد المدة من 2020 إلى 2022 لتسليط الضوء على الحواجز الاجتماعية التي تجعل الأشخاص المتأثرين بالتصلب اللويحي يشعرون بالوحدة والعزلة اجتماعياً وضمان حصولهم على خدمات أفضل لجهة الرعاية الطبية والاجتماعية، وخاصة أن مرافق المريض يجب أن يكون ذا خبرة لمساعدته في التعايش مع المرض وتجاوز أعراضه وآثاره النفسية.