icon
التغطية الحية

"أبو أحمد" تدمري يرسم بالرمل الملون في إدلب

2019.08.28 | 13:08 دمشق

أبو أحمد تدمري يرسم بالرمال (تلفزيون سوريا)
تلفزيون سوريا - حاتم الحمصي
+A
حجم الخط
-A

في مكان صغير وسط المدينة وعلى حافة الطريق يضع "أبو أحمد" بسطته الصغيرة المتواضعة للعمل عليها بالرسومات والزخارف والنقوشات والرسم بالرمل وأشياء فنية أخرى. منذ تهجيره من مدينة تدمر أو كما يحب تسميتها "عروس الصحراء" إلى مدينة إدلب وهو يقتات من هذه المهنة.

"أبو أحمد" صاحب ال42 ربيعاً يعمل في مهنة قليل ماتجدها وتعد من المهن النادرة أو "المنقرضة" على حد تعبيره في الرسم بالرمل داخل الزجاجة ونقش الأسماء بداخلها بالرمل الملون والكتابة على حبة الأرز والحفر بالصدف (البحري) وصناعة التحف بنواة التمر (العجوة).

وقال أبو أحمد لـ موقع تلفزيون سوريا "قليل من الناس من يعمل بهذه المهنة إلى درجة أنها لم تعد موجودة بسبب التطور الحاصل في هذا العالم، وأنا ورثت المهنة عن جدي الذي علمني إياها منذ صغر سني وأحببتها إلى درجة أنني أعمل بها في أي وقت دون كلل أو ملل، وعزوبيتي إلى هذه اللحظة جعلتني أشعر أن هذه المعدات والرمل والزجاجات كأنها عائلتي وجزءٌ مني كمستقبلٍ زاهرٍ لي".

بدأ أبو أحمد العمل منذ 15 عاماً بعد وفاة جده الذي علمه المهنة في مدينة "تدمر" وخلال الثورة وبعد دخول تنظيم الدولة والنظام إلى المنطقة توقف عن العمل بسبب الوضع الأمني الذي حال بينه وبين استمرار العمل بسبب القصف والمعارك بين الطرفين وعندما ضاقت به السبل نزح أبو أحمد إلى مدينة إدلب وتابع مهنته هناك.

وتابع " كانت أسعار الإيجارت غالية في إدلب ولا أقدر على تحملها فقررت فتح بسطة صغيرة وسط المدينة والعمل بها والحمدلله كان عملي جيد جداً والإقبال عليه كبير من قبل الناس والسبب أنها مهنة غير معروفة لدى الجميع والأغلبية أحبها بشغف ومنهم من كان يتصور معي ومع بسطتي المتواضعة".

وأضاف أبو أحمد"عملي يقتصر على الرسم بإبرة داخل الزجاجة بمادة صمغيه وكتابة الأسماء والأحرف داخلها حسب مايطلبه الزبون وأنا بدوري أقوم بإضافة الرمل الملون ليضفي عليها ألوان جميلة وملفتة للنظر ، وأعمل أيضاً بالحفر على الصناديق الخشبية ووضع حبات الصدف والنقش عليها بالإضافة إلى الكتابة على حبة الأرز باستعمال إبرة مخصصة وعدسة مكبرة ويصل عدد الأحرف إلى 100 حرف مكتوب على الحبة".

يصنع أبو أحمد أيضا أشكالا مجسمة على نواة التمر (العجوة) ولكن أكثر الزبائن يطلبون منه رسم أسمائهم وأحرفهم بالرمل لتكون تحفة صغيرة داخل منازلهم.

ويوضح أبو أحمد لموقع تلفزيون سوريا، "بدأت عملي في إدلب منذ عامين ونصف والبداية كانت موفقة والمردود المادي كان جيد جداً،  أم اليوم فأصبح دخلي ضعيفا لا يكفي بسبب كثافة القصف على إدلب وحتى العبوات التي تزرع على قارعة الطريق وغيرها من السيارات الملغمة ويعتبر وسط المدينة حيث أعمل أخطر المناطق وأكثرها استهدافا ما سبب خوفا للناس وجعلها طريقا للعبور فقط".

وتعد هذه المهنة من الفنون التشكيلية القديمة القريبة من الرسم ولكن استعمال أبو أحمد للرمل بدلا من الألوان أضفى شيئاً مميزا وغريبا.

يحلم أبو أحمد بتأسيس مدرسة أو معهد صغير لتعليم هذه المهنة، ويتمنى العودة لمدينته ومزاولة مهنته هناك حيث رمال تدمر.