أثار إعلان انطلاق الحركة وإذاعة بيانها الأول، العديد من التساؤلات والاستفسارات داخل الأوساط الأدبية والفكرية والفنية، والثقافية عموماً، بشأن ماهية الحركة الشعرية الجديدة ومضمونها ومآلاتها
بداية، ونحن نبحث في موقف الشعر والشاعر خصوصا، والفن عموما من الأحداث المزلزلة الكبري لمجتمعاتنا، لا بد من سؤال مركزي وحاسم هو: إذا لم تحرك كل هذه الزلازل والأعاصير الطبيعية
كان الشاعر شوقي بغدادي يشير صراحةً وبوضوح إلى سوء فهم النقاد لشعره، خاصة في مراحله الأولى التي اشتهر فيها بالشعر الخطابيّ السياسيّ حيث اختار أن يوظّف الشعر لأهداف سياسية
أفرزت الدعوة إلى التجديد في مضامين الشعر العربي وأشكاله التقليدية/ الكلاسيكية، خلال الحقبة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، شكلين من الشعر؛ تجلّى أولهما في قصيدة "التفعيلة" أو الشعر "الحر" أو "الشعر الجديد
إنّ واقع قصيدة التفعيلة لا يشيرُ إلى إمكانية الوصول إلى القناعة بانتهاء عصرها. ولكن ما حدث في وسطنا الثقافي وخاصة في جانبه الإعلاميّ غير النّزيه، أن تجربة قصيدة النثر عُمّمت وسًخّر لها إمكانيات ثقافية وإعلامية ونقدية مرعبةٌ،
ما إن انتهت الحرب العالمية الثانية (1939- 1945) حتى تمّ الإعلان عن نهج شعر "الحداثة" في العالم العربي، الذي يختلف شكلاً وصياغة عن القصيدة العربية التقليدية، التي استمرت منذ العصر الجاهلي