أحرق شاب سوري نفسه اليوم الأحد في منطقة تعلبايا في البقاع اللبناني، بسبب عدم قدرته على دفع آجار منزله بعد أن خسر عمله نتيجة حظر التجول المفروض للحد من تفشي وباء كورونا.
وأفادت مراسلة تلفزيون سوريا بأن الشاب "بسام الحلاق" المنحدر من مدينة داريا بريف العاصمة دمشق، توفّي مساء اليوم في مستشفى البقاع متأثراً بحروقه الشديدة من الدرجة الثالثة التي أصيب بها.
وبثّ ناشطون تسجيلاً مصوراً للشاب السوري وهو يضرم النيران بجسده، نتيجة الأحوال المادية السيئة للغاية التي يعيشها وعدم قدرته على دفع آجار منزله وبالتالي طرده منه.
وسبق أن أضرم اللاجئ السوري رياض خلف زيبو (43 عاماً)، النار في نفسه في أوائل كانون الثاني من عام 2018، أمام مركز تابع للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين بمدينة طرابلس في شمال لبنان، احتجاجا على قطع المساعدات عنه رغم حاجته الماسة إليها مع عائلته، وفق ما قالت زوجته.
"رايتس ووتش": إجراءات تمييزية بحقّ اللاجئين السوريين في لبنان
وندّدت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، يوم الخميس الفائت، بإجراءات وصفتها بـ"التمييزية"، قالت إن بلديات لبنانية تتخذها بحقّ اللاجئين السوريين، وذلك في إطار جهود مواجهة جائحة كورونا.
وقالت المنظمة الحقوقية في بيان لها، إن "21 بلدية لبنانيّة على الأقل، فرضت قيودًا تمييزية على اللاجئين السوريين لا تُطبق على السكان اللبنانيّين، كجزء من جهودها لمكافحة فيروس".
ورأت المنظمة أنّ ذلك "يقوّض الاستجابة لأزمة الصحة العامة في البلاد".
ولفتت إلى أنّ لاجئين سوريين أعربوا "عن قلقهم إزاء قدرتهم على الحصول على الرعاية الصحية، ونقص المعلومات عن كيفية حماية أنفسهم من العدوى".
وأعطت المنظمة مثالًا على ذلك "بلدية بريتال" (بعلبك/ بقاع لبنان)، والتي قالت إنها سمحت للسوريين بالتجوّل "بين الساعة 9.00 صباحًا (07.00 ت.غ) و13.00 ظهرًا (11.00 ت.غ) فقط"، مُهدّدة بأنّ المخالفين "قد يواجهون إجراءات قانونية وقد تتم مصادرة وثائقهم الثبوتية".
ووفق البيان نفسه، فرضت بلدية منطقة كفرحبو (شمالي لبنان) حظراً للتجوال على اللاجئين السوريين من الساعة 15.00 بعد الظهر وحتى 7.00 صباحاً، فيما منعت بلدية دار بعشتار (شمال) "السوريين من مغادرة منازلهم أو استقبال زائرين بدون أي استثناء".
ونقل البيان عن الباحثة بالمنظمة نادية هاردمان، قولها إن "الفيروس لا يميّز ويتطلب الحد من انتشاره وتأثيره في لبنان ضمان تُمكن الجميع من الوصول إلى مراكز الاختبار والعلاج".
وأوضحت المنظمة أنّ "18 بلديّة على الأقل في منطقة البقاع حيث يعيش ثلث اللاجئين السوريين، فرضت قيوداً غير حظر التجوّل استهدفت اللاجئين فقط"، حيث طلبت بلديّة منطقة برّ الياس (بقاع لبنان) "تحديد شخص لشراء وتوفير الحاجات الأساسيّة للمخيمات غير الرسميّة فيها".
وشدّدت المنظمة على أنّها "ليست هذه الإجراءات بجديدة في لبنان، إذ إن بلديّات عدّة فرضت خلال السنوات الماضية قيودًا مشدّدة على اللاجئين السوريين لاسيما حظر التجوال، وفرض عليهم أحيانا تنظيف الشوارع، بينما تعرضت منازلهم لمداهمات ليست دائمًا مبرّرة".
ودعت المنظمة الحكومة والبلديات اللبنانية إلى "إبلاغ اللاجئين السوريين بوضوح بأنهم قادرون على الحصول على الرعاية الصحيّة بدون أي عقاب، في حال شعروا بأيّ عوارض تشبه عوارض فيروس كورونا المستجد، حتى لو لم تكن لديهم إقامة صالحة أو أي وثائق أخرى".