البث المباشر
تسعى استخبارات "وحدات حماية الشعب - YPG"، لإنشاء لجنة خاصة تعنى بتتبع ومراقبة العاملين في مجال الإعلام والسوشيال ميديا والناشطين الإنسانيين الموجودين في مناطق سيطرتها، في محاولة لتقويض المنابر الإعلامية وتسييسها وفقاً لأفكارها.
وأفاد مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا أن "وحدات حماية الشعب في الرقة عقدت اجتماعات متكررة منذ منتصف آب الماضي ضمت جهاز الأمن العام، وجهاز مكافحة الإرهاب، إضافة إلى جهاز أمن المعلومات، وجهاز الاستخبارات "YPG" (التابع للوحدات) حيث تم وضع الخطوط الرئيسية لتشكيل اللجنة، وبرنامج العمل والتنسيق بين الأجهزة على مستوى المدراء، حيث من المقرر أن تضم اللجنة 8 أعضاء بواقع 2 من كل جهاز.
وأوضح المصدر، وهو إداري في جهاز الأمن العام في مدينة الرقة، أن "الهدف من اللجنة هو متابعة صفحات السوشيال ميديا للإعلاميين والناشطين في محافظة الرقة، وتحليل البيانات الواردة عن المصادر الأمنية ومطابقتها بهدف الكشف عن مصادر التقارير والتحقيقات التي تهدف لضرب الأمن القومي الكردي وتشويه صورة "الإدارة الذاتية" والقوى الأمنية في المنطقة، في ظل شكوك تدور حول عشرات الإعلاميين والناشطين العاملين في المنطقة".
تعرف إلى المستهدفين في حملة "PYD"
وأشار المصدر إلى أنه "من المشمولين بالدراسة إعلاميون تابعون لمؤسسات حزب الـ"PYD" وإعلاميون تابعون لوكالات ومؤسسات إعلامية مرخصة لدى "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، حيث تؤكد تقارير أمنية لدى استخبارات الـ"YPG" أن عدة ناشطين وإعلاميين مرخصين داخل مناطق سيطرة "قسد" يعملون مع جهات ومؤسسات إعلامية مناهضة لـ"قسد" وموالية لتركيا.
وأضاف المصدر أن "من بين الإعلاميين الذي سبق وأن تم التضييق عليهم في الرقة حتى ابتعدوا عن العمل الإعلامي فيها، عبود حمام مراسل وكالة "رويترز" في الرقة سابقا ومازن الحرامي مراسل "راديو الكل" سابقا في الرقة أيضاً حيث خضعوا للتضييق مراراً وتكراراً من قبل الاستخبارات الكردية عبر الاعتقالات والمداهمات المستمرة".
ومن المرجح أن ينتهي العمل على إنشاء هذه اللجنة مطلع تشرين الأول القادم لتباشر عملها ضمن محافظة الرقة.
العمل الإعلامي في سوريا
ويعاني الصحفيون والعاملون في المجال الإعلامي في سوريا، من التضييق والاعتقال وصولاً في كثير من الأحيان إلى التصفية الجسدية، وسبق أن وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها السنوي الذي نشرته في أيار 2021، أبرز الانتهاكات بحق الإعلاميين وذلك بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، مشيرة إلى مقتل 709 من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام منذ آذار 2011 بينهم 52 بسبب التعذيب.
وأشارت الشبكة إلى أن "23 صحفياً قتلوا على يد القوات الروسية، و 64 على يد تنظيم الدولة بينهم 3 صحفيين أجانب، و3 آخرون تحت التعذيب، وقتلت هيئة "تحرير الشام" 8 صحفيين بينهم 2 تحت التعذيب، في حين قتلت "قسد" 4 صحفيين، وقضى صحفي على يد قوات التحالف الدولي، وقتل 25 صحفياً على يد الجيش الوطني و32 على يد جهات اخرى".
وتحتل سوريا المركز 177 في التصنيف العالمي لحرية الصحافة منذ أكثر من عشر سنوات، من دون أن تتخذ المنظمات ذات الشأن أي إجراء لحماية الصحفيين والإعلاميين الذي يعملون على تغطية النزاع السوري.
