البث المباشر
أعلنت الولايات المتحدة الأميركية يوم أمس عن الدفعة الثالثة من العقوبات على مسؤولين في نظام الأسد، وهي الدفعة الثانية التي استهدفت قادة ميليشيات عسكرية تشارك بشكل بارز في انتهاكات وقف إطلاق النار الجاري في إدلب منذ شباط الفائت.
وبحسب بيان صادر عن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، فإن وزارة الخزانة الأمريكية فرضت عقوبات جديدة على يسار إبراهيم، مساعد رأس النظام بشار الأسد، "لاستخدام شبكاته في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه، بإبرام صفقات فاسدة تثري الأسد، بينما يموت السوريون من نقص الغذاء والدواء".
كما شملت العقوبات المستشارة الإعلامية للأسد لونا الشبل، ومحمد عمار الساعاتي، "أحد كبار مسؤولي حزب البعث، وكان يترأس "اتحاد طلبة سوريا"، ثم قاد منظمة سهّلت دخول طلاب الجامعات إلى الميليشيات التي يدعمها الأسد".
أما الجهات العسكرية المشمول بالعقوبات فهي قائد قوات "الدفاع الوطني"، فادي صقر، وقائد "اللواء 42″، العميد غياث دلة، التابع لـ "الفرقة الرابعة"، وقائد فوج "الحيدر" في قوات النمر، سامر اسماعيل.
من هو يسار ابراهيم؟
بدأت صفحات إعلام النظام بتداول اسم يسار ابراهيم في العام 2018 عندما عُيّن مسؤولاً عن "مكتب الشهداء" لمساعدة أهالي القتلى من قوات النظام، إلا أن الاسم برز عندما تفجّرت الخلافات بين أسماء الأسد زوجة بشار وابن خاله رامي مخلوف.
ففي السادس من آب الفائت، أعلنت شركة MTN عن اقتراب خروجها من السوق السورية بعد انتهاء "المفاوضات المتقدمة" مع شركة Tele Invest التي تمتلك 25 بالمئة من شركة MTN، في حين تمتلك شركة (IMC)75 بالمئة من الشركة.
وفي حين بررت شركة MTN قرارها بأن الأرباح لا تزيد عن 4 بالمئة، إلا أن ناشطين أكدوا أن السبب الحقيقي يعود إلى حالة الصراع على الممالك الاقتصادية في سوريا بين رامي مخلوف وأسماء الأسد، حيث أن شركة Tele Invest يديرها كل من يسار ابراهيم وشقيقته نسرين، بحسب موقع المدن اللبناني.
وأشار الموقع إلى أن نسرين أخت يسار تم تعيينها كعضو في مجلس إدارة شركة MTN ، وبعد ذلك اشترى الشقيقان حصة الشيخ صالح كامل، رجل الاعمال السعودي الذي توفي قبل أشهر، والتي كانت تبلغ 25 في المئة من أسهم الشركة.
وبحسب موقع الاقتصادي، فإن يسار ابراهيم هو مدير لـ "شركة البرج للاستثمار" ,"شركة زيارة للسياحة" وشريك مؤسس في"شركة المركزية لصناعة الإ3سمنت" وممثل عن "شركة كاسل انفست المساهمة المغفلة القابضة الخاصة"، وعضو مجلس إدارة في "شركة زبيدي قلعجي Z.K للتطوير"، وشريك مؤسس في "شركة بازار"، ومدير عام وشريك مؤسس في "شركة وفا للاتصالات"، ويمتلك 500 حصة في الشركة، بنسبة 50%، قيمتها 50 مليون ليرة سورية. ومدير عام وشريك مؤسس في "شركة العهد للتجارة والاستثمار".
عقوبات قيصر تحاول الحفاظ على وقف إطلاق النار
وقال وزير الخارجية مايك بومبيو في بيان إن العقوبات على قيادات عدة وحدات عسكرية، بينهم قائد قوات الدفاع الوطني فادي صقر، جاءت بسبب جهودهم لمنع وقف لإطلاق النار.
وأضاف بومبيو إن "الولايات المتحدة وحلفاءها متحدون (في الموقف) بمواصلة الضغط على الأسد وداعميه حتى يتم التوصل إلى حل سياسي سلمي للصراع. الأسد ورعاته الأجانب يعرفون أنه آن الأوان للتحرك".
وشدد على أن "الولايات المتحدة ستواصل إلزام أي شخص أينما كان، يعرقل الحل السياسي السلمي للصراع السوري، بدفع الثمن".
ومن جهته أشار وزير الخزانة ستيفن منوتشين إلى أن "هؤلاء المسؤولون الحكوميون السوريون يساهمون بنشاط في القمع الذي يمارسه نظام الأسد".
وأكد على أن بلاده ستواصل فرض عقوبات "على أولئك الذين يسهلون حرب نظام الأسد المستمرة ضد شعبه".
من هو فادي صقر؟
ينحدر فادي أحمد والذي غيّر كنيته لاحقاً إلى صقر، من مدينة جبلة في محافظة اللاذقية، وكان موظفاً في المؤسسة العامة الاستهلاكية كونه حاصلاً فقط على الشهادة الثانوية. إلا أن مقربيه من مسؤولي النظام ساهموا في تعيينه سكرتيراً لمدير المؤسسة حينها نزار دلول، ومن ثم أصبح مدير مجمع الثامن من آذار وأخيراً مدير فرع دمشق في المؤسسة الاستهلاكية.
فادي صقر
الأحدث
مع بداية الثورة السورية شكّل صقر مجموعة من الشبيحة في حي التضامن الدمشقي حيث كان يقطن هناك، وتسلّم لاحقاً بدعم مخابرات النظام قائد قطاع حي التضامن ومن ثم قائد المنطقة الشمالية للدفاع الوطني، ونائباً لقائد مركز دمشق للدفاع الوطني.
وفي العام 2015 عُيّن فادي صقر رئيساً لمراكز دمشق في الدفاع الوطني، ومن ثم أميناً عاماً للدفاع الوطني في العام 2016. ولاحقاً بدأت صفحات النظام الموالية تعرف عن صقر بأنه قائد الدفاع الوطني، دون قرار رسمي بذلك.
غياث دلة قائد "قوات الغيث"
رغم أن العقيد من ملاك اللواء 42 في الفرقة الرابعة إلا أنه لم يشتهر إلا بعد أن أسس مجموعات شبه خاصة به حملت اسمه "قوات الغيث".
ينحدر من بلدة بيت ياشوط، البلدة بريف جبلة التي أمدت قوات النظام بعدد ملحوظ من كبار الضباط، كما يتباهى به جيرانه في مساكن الصبورة للعسكريين بريف دمشق، حيث بدأ نشاطه بقتال فصائل الغوطة الغربية المجاورة، قبل أن ينتقل بقواته إلى مناطق أخرى كالغوطة الشرقية ودرعا.
اقرأ مقالاً للكاتب حسام جزماتي: «مجاهد» من الفرقة الرابعة
مَن هو سامر اسماعيل؟
ظهر اسم سامر اسماعيل الذي يقطن في مدينة حمص، في منتصف العام 2016 كقائد لـ "فوج الحيدر" ضمن "قوات النمر". وشارك في معظم العمليات العسكرية في مختلف المناطق السورية.
سامر اسماعيل
الأحدث
وضمن الصراعات الميليشياوية، تناقلت صفحات الدفاع الوطني في فيسبوك، بداية العام الجاري، منشوراً لصفحة "نحن البلد"، تحت عنوان "قائد فوج في قوات النمر.. عراب التعفيش وأمير حواجز الإتاوات”، قالت فيه إن سامر اسماعيل "تحول بالكاد من شخص يملك ثمن غرفة واحدة إلى شخص من أصحاب المليارات".
وجاء في المنشور: "صار أحد أبرز وجوه الحرب وتجارها خلال السنوات الماضية، يضرب بسيف السطوة والنفوذ والسلاح والتهديد والاستيلاء. انتقل الرجل في زمن قياسي من اللاشيء إلى كُل شيء وأصبح واحداً من أكبر مُلّاك العقارات والسيارات والأراضي والفلل والمزارع والمحال التجارية في حمص".
ويقود اسماعيل شبكة من الحواجز في المنطقة الوسطى، لفرض الرسوم والأتاوات الكبيرة على جميع الآليات والشاحنات التي ينقلها التجار من الفلاحين إلى أسواق الخضار، ما ساهم برفع أسعارها، "حيث يضطر التجار لتحميل ما يدفعونه لتلك الحواجز على سعر المادة التي سيدفعها المستهلك".
في أواخر العام 2017 كرّمت القوات الروسية سامر اسماعيل بحضور القائد السابق للمخابرات الجوية جميل الحسن.
