أثار اختفاء مؤسس شركة "علي بابا"، جاك ما، عن الأنظار في الشهرين الماضيين، تكهنات على وسائل التواصل الاجتماعي حول مكان وجوده، وسط حملة أطلقتها السلطات الصينية ضد إمبراطوريته التجارية العملاقة.
واختفى رائد الأعمال الصيني بعد انتقاده النظام المالي الصيني في منتدى في أواخر تشرين الأول الماضي، في خطاب وضعه في مسار تصادمي مع المسؤولين، وأدى إلى تعليق السلطات الصينية طرح إحدى الشركات المتفرعة عن "علي بابا" في البورصة الصينية.
وانتقد جاك ما بشكل صريح المضايقات الحكومية تجاه قطاع التكنولوجيا، قائلاً: "ركزوا فقط على المخاطر، وتجاهلوا التنمية"، واتهم البنوك الصينية الكبرى بتبني "عقلية الرهن" التي "أضرت بكثير من رواد الأعمال".
اقرأ أيضاً: الصين تدعو العالم لدعم اقتصاد نظام الأسد
وذكرت صحيفة فايننشال تايمز، أن جاك ما، كان يفترض ظهوره كمُحكِم في الحلقة الأخيرة من برنامج ألعاب لرواد الأعمال، لكن تم استبداله، وحذفت صورته من البرنامج، وقالت متحدثة باسم "علي بابا" لوكالة رويترز، إن التغيير سببه تضارب في المواعيد، رافضة الإدلاء بأي تعليقات أخرى.
وكانت الصين فتحت تحقيقاً في ممارسات احتكارية مزعومة لمجموعة "علي بابا"، عملاقة التجارة الإلكترونية المملوكة للملياردير الصيني جاك ما، كما استدعت شركة "أنت غروب" التابعة لـ "علي بابا"، إلى اجتماع بشأن القواعد المالية.
اقرأ أيضاً: أول 30 دقيقة من "يوم العزّاب".. "علي بابا" تكسب 57 مليار دولار
وأفادت وكالة بلومبرغ بأن التحقيق، يشكّل إطلاقاً رسمياً لحملة يشنّها الحزب الشيوعي الحاكم في الصين على إمبراطورية جاك ما، وأنّ الضغط عليه يأتي في إطار جهود أوسع لكبح قطاع الإنترنت المؤثر بشكل متزايد، إذ إن مسوّدة قواعد لمكافحة الاحتكار،أعدت في وقت سابق من العام الماضي، أتاحت للحكومة الصينية حرية واسعة غير معتادة لكبح رواد أعمال، مثل جاك ما.
وأشارت الوكالة إلى أن "علي بابا"، وشركات منافسة لها، مثل "تنسنت"، اعتُبرت محرّكاً للازدهار الاقتصادي في الصين، ورمزاً لبراعتها التكنولوجية، لكنها تواجه الآن ضغوطاً متزايدة من الحكومة الصينية، بعدما جمعت مئات الملايين من المستخدمين، واكتسبت نفوذاً في كل جوانب الحياة اليومية بالبلاد.
اقرأ أيضاً: بقيادة الصين.. تشكيل أكبر كتلة تجارية في العالم