وصفت وزارة الخارجية الروسية الدعم الألماني للدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) بـ "غير الشفاف"، مدعية أنه من الصعب التفريق بين الإنفاق على المهام الإنسانية و"مساعدة الإرهابيين الذين تمجدهم برلين بلا خجل".
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أمس الخميس، إن قسماً من دعم ألمانيا للدفاع المدني السوري"الخوذ البيضاء" في سوريا ربما يصرف "لدعم الجماعات الإرهابية في البلد".
وأضافت أنه من "غير الواضح بما في ذلك للمجتمع الألماني"، أيُّ قسمٍ من تمويل الحكومة الألمانية خُصِّصَ لدعم المنظمة الإنسانية "الزائفة" مع "الجماعات الإرهابية الجهادية الناشطة" شمال غربي سوريا.
وأشارت إلى أن الخارجية الألمانية "تركت التردد والخجل"، وأصبحت تؤدي دور "المروج والممول الرئيسي لمنظمة (الخوذ البيضاء) أكثر فأكثر".
وجاءت هذه التصريحات تعليقا على مقال وزارة الخارجية الألمانية حول نشاط الخوذ البيضاء، الذي أكدت فيه تخصيص 5 ملايين يورو لدعم الدفاع المدني السوري، حيث اتهم النظام وروسيا برلين بدعمها والتعاون مع "جماعات إرهابية".
اقرأ أيضاً: لماذا تسعى آلة النظام الإعلامية لتشويه "الخوذ البيضاء"؟
وأعلنت وزارة الخارجية الألمانية، الأحد الماضي، أنها قدمت 5.1 ملايين يورو لمساعدة الخوذ البيضاء في عام 2020 حيث أكدت عبر موقعها الرسمي أنها تدعم أنشطة فرق البحث والإنقاذ التي تقدم المساعدة في أعقاب الغارات الجوية والأحداث الطبيعية مثل الفيضانات.
وأشارت إلى طبيعة عمل الدفاع المدني، هو قيام هذه الفرق بسحب المدنيين من تحت الأنقاض وتقديم الرعاية الطبية لهم، بالإضافة إلى إطفاء الحرائق وإصلاح خطوط إمداد المياه والبنية التحتية الكهربائية المتضررة، وعند تصاعد القتال، يرتبون لإجلاء المدنيين من المناطق المتضررة، ويقدمون معلومات مهمة للجمهور حول السلوك الصحيح في حالات الطوارئ ويقدمون بشكل مباشر الرعاية الطبية الطارئة بأنفسهم.
ومنذ تأسيس "الدفاع المدني" في عام 2013، عمل على توثيق الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها النظام بحق الشعب، سواء عن طريق الأسلحة التقليدية أو المحرمة دولياً، وقد امتلكت المؤسسة خبرة جيدة في هذا المجال، كما استفادت في ذلك من بعض التجهيزات التي حصلت عليها من المانحين الدوليين، الأمر الذي أدى لتنامي خشية النظام السوري وروسيا من هذه المؤسسة المدنية.
وأوضح مدير الدفاع المدني "رائد الصالح" خلال حديث سابق مع موقع تلفزيون سوريا أن النظام وروسيا من خلال تشويه صورة الدفاع المدني يسعون لطمس معالم جريمتهم.
ويرى الصالح أن السبب الرئيسي لما يتعرض له الدفاع المدني السوري من تشويه، هو محاولة روسيا والنظام "التخلص من الشهود على جرائمهم المختلفة، وكذلك بسبب المصداقية الدولية التي حازت عليها المؤسسة، حيث تتمتع بتواصل جيد مع العديد من الدول ومنظمات الأمم المتحدة المختلفة، وسبق بأن زودتها بأدلة على الانتهاكات المرتكبة.
ويضاف إلى الأسباب حالة المؤسساتية الواضحة، فقد أظهرت منظمة الدفاع المدني طيلة السنوات الست التي عملت فيها على الأراضي السورية بمظهر المؤسسة المتماسكة، حيث لها هيكل هرمي على رأسه مدير، ولديها مدراء أفرع في المحافظات، وقادة فرق منتشرين بمختلف المدن والبلدات، ولديهم زي رسمي موحد، وأظهروا قدرات فاقت قدرة فرق الدفاع المدني التابعين للنظام الذين من المفترض أن أجهزة دولة تشرف عليهم وتسخر لهم كافة الإمكانيات.