سلّط تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية على خلفيات وتداعيات الضربة الأخيرة التي نفذتها طائرات إسرائيلية على مواقع لإيران وميليشياتها في محافظة دير الزور فجر أمس الأربعاء.
ونقلت الصحيفة عن مصادر قالت إن "إعادة الانتشار الإيراني غرب العراق جاء على خلفية الضربة على مواقع إيران شرق سوريا"، مشيرة إلى أن الهجوم الأخير يعتبر أوسع نطاقاً من الهجمات السابقة.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الضربة تعد الضربة الرابعة المنسوبة إلى القوات الإسرائيلية في الأسبوعين الماضيين، إذ استهدفت الهجمات الإسرائيلية خلال العامين الماضيين أهدافا أقرب وأبعد من حدودها، إلا أن هذه الهجمات كانت مختلفة، حيث استهدفت عدة مواقع وأهداف إيرانية، كما تسببت بعدد أكبر من الوفيات.
السلاح الإيراني إلى الحدود مع العراق
وعلى الرغم من أن إسرائيل تفضل التزام الصمت حيال هذه الضربات، فإن مصادر في مؤسسة الدفاع تقول إن الهجوم وقع على خلفية تثبيت إيران لقواتها على الحدود السورية العراقية، وتصاعد التوتر في المنطقة، بالتزامن مع الفترة التي يستعد فيها الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لتولي منصبه.
وتشير التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية مطلع العام 2019 إلى أن إيران ستواجه صعوبات في إقامة وجود لها غربي العاصمة دمشق، من جرّاء الغارات الجوية المستمرة ضد نظام الأسد، فضلاً عن العقوبات المفروضة عليها، ما دفعها لنقل قواتها إلى الحدود السورية العراقية، التي تعتبر خاضعة للسيطرة الإيرانية الكاملة، وأقامت البنية التحتية لتحريك قواتها وعمليات التهريب بين العراق ولبنان.
كما عملت إيران على إنشاء مقارَّ لميليشياتها المختلفة في تلك المنطقة، بما فيها "حزب الله" اللبناني، وهجوم أمس شمل عشرات الأهداف، بما فيها مقارَّ ومراكز لوجستية تستخدمها إيران والميليشيات التابعة لها.
وقال مسؤول استخباري إسرائيلي إن إيران "أجرت تقييماً للأضرار بعد أن أدركت أنها ستواجه صعوبة في العمل في أماكن قريبة على الحدود الإسرائيلية، وأعادت تموضعها غرب العراق".
وأوضح المسؤول الإسرائيلي أن إيران "نقلت إلى تلك المنطقة صواريخ يمكن أن تصيب أي مكان في الأراضي الإسرائيلية، وتستطيع نقلها عبر طرق التهريب إلى مواقع أقرب"، مؤكداً أن إيران "تنشئ نظام طائرات بدون طيار، وصواريخ كروز، وصناعات عسكرية لا تستطيع إنشاءها في منطقة دمشق".
هل يصبح العراق تابعاً لإيران؟
ووفقاً لتقديرات الموقف المقدمة إلى السياسيين الإسرائيليين، يشعر مسؤولو المؤسسة الدفاعية بالقلق من أن تفقد واشنطن اهتمامها بالعراق بعد تولي جو بايدن منصبه، مما قد يحول العراق إلى دولة تابعة لإيران، كما أن هناك احتمالاً أن تعود الولايات المتحدة للاتفاق النووي مع إيران، وبالتالي تخفيف العقوبات التي فرضتها على طهران.
وترى تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية أن مجموعة هذه العوامل يمكن أن تشجع "الحرس الثوري" الإيراني على المخاطرة في العمليات ضد إسرائيل ودول أخرى في المنطقة.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية مؤخراً إنه إذا عادت الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، فقد يفهم الإيرانيون أنه ضوء أخضر لمواصلة فعل أي شيء غير نووي.
وبحسب المصدر، فإن ذلك يعني أنهم "سيبدؤون بشد الحبل باتجاههم أكثر مما فعلوا سابقاً"، وقد يشمل ذلك "حزب الله" أيضاً، لذلك فإن "إسرائيل لن تقبل بذلك، والإيرانيون يفهمون ذلك".
وأوضح مسؤول آخر في وزارة الدفاع الإسرائيلية، شارك في جهود منع إيران من ترسيخ قواتها في المنطقة، أن لإسرائيل مصلحة في إظهار الولايات المتحدة أنها لن تقبل التفريق بين الملف النووي وأفعال إيران في سوريا، أو مساعدة "حزب الله"، طالما أنهم يشكّلون تهديداً استراتيجياً لإسرائيل.
وأضاف المصدر أنه إذا زادت إيران و"حزب الله" من أنشطتها في المنطقة، فستحتاج إسرائيل إلى "تمديد حدود المعركة ضدهما، والحفاظ على النشاط العملياتي دون مستوى الحرب، وتقرير ما إذا كان ذلك كافياً لحل هذه المشكلة أم لا".
اقرأ أيضاً: حصري: شحنة سلاح إيرانية مفقودة في دير الزور تثير جنون إسرائيل