هاجم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الأربعاء، منظمة "الدفاع المدني السوري" واتهمها بأنها تتلقى أموالاً من الدول الغربية لإثارة استفزازات لتبرير الضربات الجوية على سوريا.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية "تاس" عن "لافروف" بحسب ما ترجم موقع تلفزيون سوريا قوله إن منظمة الخوذ البيضاء" تلقت أموالاً من الدول الغربية لإثارة استفزازات استخدمت لتبرير الضربات الجوية على سوريا.
وأضاف "لافروف" خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، أن منظمة الدفاع المدني السوري أنشئت بمشاركة نشطة من أجهزة المخابرات الغربية ولم تقدم أبداً ما يسمى بخدماتها الإنسانية في مناطق سيطرة قوات النظام، متهماً متطوعي "الدفاع المدني" بإيصال الذخيرة للفصائل العسكرية وخاصة جبهة النصرة.
وأشار "لافروف" إلى "أن الدفاع المدني السوري عمل على مسرحيات وفيديوهات مصممة للادّعاء بأن قوات النظام كانت تستخدم أسلحة كيماوية في سوريا، وعملت الدول الغربية على إبعاد الخطر عنهم من خلال دعوة الأردن لتوطين المتطوعين بالدفاع المدني السوري بشكل مؤقت على أراضيها وقال لافروف: "بالطبع ، نحن نأتي من فرضية أن الأردن قد وعد بأنه سيتم إبعادهم في غضون شهرين، ويجب أن يتم الوفاء به، على الرغم من أننا نعرف كيف يتعامل الغرب مع كلمته".
بدوره، أكد الوزير الأردني أن بلاده وافقت بالفعل على استيعاب عدد من متطوعي "الخوذ البيضاء" بشرط أن يكون ذلك مؤقتا ووفقا له، والقرار جاء بسبب مخاوف إنسانية ويوجد الآن أقل من 50 شخصاً منهم في الأردن.
ويحاول موقع تلفزيون سوريا التواصل مع منظمة الدفاع المدني السوري للوقوف على هذه الاتهامات والرد عليها من دون أن يتلقى أي رد إلى ساعة نشر هذا الخبر.
وسبق أن وصفت وزارة الخارجية الروسية الدعم الألماني للدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) بـ "غير الشفاف"، مدعية أنه من الصعب التفريق بين الإنفاق على المهام الإنسانية و"مساعدة الإرهابيين الذين تمجدهم برلين بلا خجل".
اقرأ أيضاً: لماذا تسعى آلة النظام الإعلامية لتشويه "الخوذ البيضاء"؟
وأوضح مدير الدفاع المدني "رائد الصالح" خلال حديث سابق مع موقع تلفزيون سوريا أن النظام وروسيا من خلال تشويه صورة الدفاع المدني يسعون لطمس معالم جريمتهم.
ويرى الصالح أن السبب الرئيسي لما يتعرض له الدفاع المدني السوري من تشويه، هو محاولة روسيا والنظام "التخلص من الشهود على جرائمهم المختلفة، وكذلك بسبب المصداقية الدولية التي حازتها المؤسسة، إذ تتمتع بتواصل جيد مع العديد من الدول ومنظمات الأمم المتحدة المختلفة، وسبق أن زوّدتها بأدلة على الانتهاكات المرتكبة.
ويضاف إلى الأسباب حالة المؤسساتية الواضحة، فقد أظهرت منظمة الدفاع المدني طوال السنوات الست التي عملت فيها على الأراضي السورية بمظهر المؤسسة المتماسكة، حيث لها هيكل هرمي على رأسه مدير، ولديها مديرو فروع في المحافظات، وقادة فرق منتشرون في مختلف المدن والبلدات، ولديهم زي رسمي موحد، وأظهروا قدرات فاقت قدرة فرق الدفاع المدني التابعين للنظام الذين من المفترض أن أجهزة دولة تشرف عليهم وتسخر لهم كل الإمكانات.