قتل عشرات الفلسطينيين من جراء قصف إسرائيلي استهدف مواقع متفرقة في قطاع غزة، ليل السبت – الأحد، في حين أعلنت حركة "حماس" أنها تحتاج إلى مزيد من الوقت لدراسة مقترح الهدنة.
وقالت وزارة الصحة في غزة، صباح الأحد، إن 92 شخصاً على الأقل قُتلوا خلال الليل بقصف إسرائيلي، مشيرة إلى أن أحد الأهداف كان روضة تؤوي نازحين في رفح.
وتفاقمت المخاوف في الأيام الأخيرة من توغل إسرائيلي محتمل بمدينة رفح الجنوبية التي تؤوي مئات آلاف النازحين الفارين من المعارك.
وتوجّه كثيرون إلى المدينة التي قيل لهم إنها تعد منطقة آمنة، قادمين من مناطق شهدت قتالا أعنف، لكن القصف تواصل على رفح حيث تجمّع معزّون للصلاة على أشخاص قتلوا في سلسلة ضربات أخرى.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن شخص يدعى أحمد بسام الجمال قوله: "كان أطفالي نائمين وفجأة بدأ القصف. انهارت غرفة النوم عليهم. أخذ الله أحد أطفالي ونجا ثلاثة من الموت. بات ابني شهيدا في الجنة".
وتستضيف المدينة التي كان عدد سكانها لا يتعدى 200 ألف نسمة قبل العدوان الإسرائيلي، أكثر من نصف سكان غزة حاليًا، وفق الأمم المتحدة.
مساع للتوصل إلى هدنة
في ظل ضغوط من قبل وسطاء دوليين للقبول بمقترح هدنة طُرح الأسبوع الماضي في باريس، أشار القيادي في "حماس"، أسامة حمدان، إلى أن المُقترح يفتقر لبعض التفاصيل.
وقال من بيروت، يوم السبت، إن "حماس" تحتاج إلى مزيدٍ من الوقت لدراسة الصفقة حتى "نعلن موقفنا تجاهها مع التركيز على أن موقفنا سيكون مستنداً إلى تقديرنا لمصالح شعبنا وحرصنا على وقف العدوان عليه بأسرع وقت".
اندلعت الحرب في غزة بعد هجوم غير مسبوق شنته حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر وأسفر عن مقتل نحو 1160 شخصا، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسمية.
ومن المُقرر أن يجري وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خامس زيارة له منذ أكتوبر إلى الشرق الأوسط، خلال الأيام المقبلة، "لإقناع الأطراف المعنية بمقترح الهدنة"، وفقت ما أعلنت الخارجية الأميركية.
وذكر مصدر في حماس لوكالة "فرانس برس" أن المقترح ينص على هدنة مبدئية مدتها ستة أسابيع من شأنها أن تشهد إدخال مساعدات إلى غزة وتبادل بعض الرهائن الإسرائيليين مع أسرى فلسطينيين.
من جانبه، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في بيان إنه أجرى مشاورات مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة "بشأن المبادرات لإنهاء العدوان على غزة".
وأورد البيان أن "دراسة المقترح الجديد لوقف إطلاق النار ترتكز على أساس أن تفضي أي مفاوضات إلى إنهاء العدوان كليًّا وانسحاب جيش الاحتلال إلى خارج القطاع ورفع الحصار والإعمار وإدخال كافة متطلبات الحياة لشعبنا وإنجاز صفقة تبادل متكاملة".
ومنذ 121 يوماً، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت حتى الثلاثاء، 27 ألفاً و238 قتيلاً فلسطينياً و66 ألفاً و452 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.