وثّقت الشبكة السورية لـ حقوق الإنسان في تقريرها الخاص الصادر، اليوم الإثنين، 72 أسلوب تعذيب ما يزال نظام الأسد يستخدمها في سجونه ومعتقلاته ومراكز الاحتجاز والمشافي العسكرية التابعة له.
وقالت "الشبكة" في تقريرها: إن ما لا يقل عن (1.2 مليون مواطن سوري) على الأقل، قد مرَّ بتجربة اعتقال في سجون النظام، منذ اندلاع الحراك الشعبي في سوريا، شهر آذار 2011، منهم (130 ألف شخص) ما يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري.
ووفقاً لـ تقرير الشبكة، فقد تعدَّدت أنماط التعذيب التي استخدمتها قوات النظام داخل مراكز الاحتجاز التابعة لها، ومورست بشكل واسع حتى لا يكاد يوجد معتقل ناجٍ لم يتعرض لأحد هذه الأساليب أو لعدد منها معاً.
وصنَّف التقرير أنماط التعذيب ضمن سبعة محاور أساسية، يتفرع عن كل نوع عدة أساليب ثانوية بما يُشكِّل مجموعه (72 أسلوب تعذيب) متَّبعاً من قبل قوات النظام بحق المحتجزين، مشيراً إلى إمكانية وجود أساليب أخرى لم يتم التَّعرف إليها وتوثيقها، مؤكّداً أن المعتقل قد يتعرض إلى أساليب تعذيب متنوعة وعديدة خلال جلسة تعذيب واحدة.
وأنماط التعذيب الرئيسة هي "التعذيب الجسدي" ويضم 39 أسلوباً والإهمال الصحي وظروف الاحتجاز ويتضمن 6 أساليب، و"العنف الجنسي" يضم 8 أساليب، و"التعذيب النفسي وإهانة الكرامة الإنسانية" ويضم 8 أساليب و"التعذيب في المشافي العسكرية" وتضمَّن 9 أساليب، إضافة إلى أعمال السخرة وظاهرة الفصل.
وحدّد التقرير، هوية 29 شخصاً ظهروا في صور قيصر المسربة مِن المشافي العسكرية، مُشيراً إلى أنَّ التقارير السابقة الصادرة عن الشبكة السورية حددت هوية 772 ضحية، وبذلك بلغ مجموع ما تمكنَّت الشبكة من تحديد هويته أكثر مِن 801 حالة (بينهم طفلان و10 سيدات)، بعد حصولها على قرابة 6189 صورة من "صور قيصر" المسربة، منذ آذار 2015 حتى أيلول 2019.
تقرير الشبكة السورية سجّل، منذ شهر آذار 2011 حتى أيلول 2019، مقتل 14 ألفاً و298 شخصاً (بينهم 178 طفلاً و63 سيدة) بسبب التعذيب على يد أطراف النزاع في سوريا، قتل منهم 14131 شخصاً في مراكز الاحتجاز التابعة لـ نظام الأسد، بينهم 185 شخصاً، قتلوا منذ مطلع عام 2019.
وأضاف التقرير، أن 57 شخصاً (بينهم 2 طفلاً و14 سيدة) قضوا بسبب التعذيب على يد "تنظيمات إسلامية متشددة"، منهم 32 شخصاً (بينهم طفل و14 سيدة) قضوا في سجون تنظيم "الدولة"، في حين قضى 25 (بينهم طفل) في سجون "هيئة تحرير الشام".
كذلك، قضى 43 شخصاً (بينهم طفل وسيدة) بسبب التعذيب في سجون فصائل مِن المعارضة، إضافة إلى مقتل 47 شخصاً (بينهم طفل وسيدتان) بسبب التعذيب على يد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد). كما قضى ما لا يقل عن 20 شخصاً بسبب التعذيب على يد جهات أخرى.
وأكَّد تقرير الشبكة السورية، أنَّ نظام الأسد لم يعترف بعمليات التعذيب ولم يجر أي تحقيق في أي منها، بل دعم الضباط الذين أصدروا أوامر التعذيب ومنحهم مناصب عالية وسخَّر مؤسسات الدولة لاستكمال ماكينة التعذيب عبر تسجيل المتوفين والمختفين قسرياً في مراكز الاحتجاز بدوائر السِّجل المدني على أنهم متوفون.
الشبكة السورية أوردت في تقريرها، 20 رواية لـ ناجين مِن التعذيب أو ذوي ضحايا تم الحصول عليها عبر حديث مباشر مع الشهود وليست مأخوذة مِن مصادر مفتوحة، وراعى التقرير في الروايات اختلاف الأعوام التي جرت فيها الحوادث وتنوُّعَ المحافظات ومراكز الاحتجاز، وكذلك تنوُّع أساليب التعذيب التي تعرَّض إليها الناجون واختلاف شدَّتها، واختلاف الجنس والنوع الاجتماعي والعمر وخلفية المعتقلين الدينية والثقافية؛ وذلك للتأكيد على أن التعذيب طال جميع فئات المجتمع السوري.
للأطلاع على التقرير كاملاً اضغط هنا