كشف تقرير لـ "مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين" أن معظم اللاجئين السوريين في الاتحاد الأوروبي لا يخططون للعودة إلى سوريا في "المستقبل القريب".
ووفقاً لدراسة أجرتها " The Day After" فقد قال 1600 لاجئ سوري في ألمانيا وفرنسا وهولندا والسويد بأنهم لن يعودوا إلى سوريا إذا لم تكن الظروف مستقرةً فيها.
وبحسب التقرير تقدَّم أكثر من 10 آلاف سوري بطلب الحصول على حق اللجوء في دول الاتحاد الأوروبي خلال الشهرين الأوليين من العام الجاري، مشيراً إلى أنه منذ أيلول 2020 إلى شباط 2021 تضاعف عدد طلبات اللجوء المقدمة من السوريين مقارنة بفترة الأشهر الستة السابقة.
وأضاف أن طلبات اللاجئين السوريين المعلقة في المحاكمة الأولى خلال هذه الفترة وصل إلى 50400 رقم، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 38%.
وأوضح التقرير أن 137 سورياً من أصل 35 ألف سوري في الدنمارك عادوا بشكل طوعي إلى بلادهم في تشرين الثاني الفائت بعد منح الحكومة نحو 25 ألف يورو لكل لاجئ يرغب بالعودة على بلاه، في حين وافق 10 سوريين فقط من أصل 77 ألف لاجئ في هولندا على العودة إلى بلاهم.
وقالت "مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين" في آذار الفائت إن 90٪ من اللاجئين السوريين لن يعودوا إلى سوريا خلال الـ 12 شهراً المقبل، وذلك خلال دراسة استقصائية أُجريت مع 3201 من اللاجئين السوريين في مصر ولبنان والأردن والعراق.
وأشارت إلى أن الأسباب الثلاثة الرئيسية لعدم رغبة اللاجئين بالعودة إلى بلادهم هي انعدام الأمن والسلامة وقلة فرص العمل، بالإضافة إلى عدم وجود السكن الملائم.
ولفت التقرير إلى أن وزير الداخلية التركي أعلن في تشرين الأول الفائت أن أكثر من 414 لاجئاً سورياً عادوا بشكل طوعي إلى بلادهم من تركيا، مشيراً إلى أن بيانات المفوضية تدل على أن هناك 16 ألفاً و805 لاجئين سوريين عادوا طوعاً إلى من تركيا إلى سوريا خلال عام 2020، وشهد الربع الأول من العام الحالي عودة 5 آلاف و124 لاجئاً.
وكشفت دراسة استقصائية أجرتها منظمة مراقبة حماية اللاجئين في لبنان على 579 سوريا أن 58.4 % من الخاضعين للدارسة لا يملكون إقامة قانونية في البلاد، حيث تنظم حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عمليات إعادة جماعية للاجئين السوريين في لبنان، ويعمل "حزب الله" على إعادة هؤلاء اللاجئين.
وسجلت المفوضية عودة 3466 لاجئاً سورياً من الأردن إلى سوريا عام 2020 و1345 شخصاً عادوا خلال الربع الأول من العام الحالي، رغم عدم تنظيم الحكومة الأردنية عمليات عودة جماعية بحق اللاجئين، مشيراً إلى أنه تمَّ الإبلاغ عن حالات عودة قسرية.
وكشف التقرير أن السوريين والأفغان والعراقيين قدموا أكثر طلبات لجوء في دول الاتحاد الأوروبي خلال آذار من العام الجاري.
وحددت الخارجية الألمانية في تشرين الثاني الفائت 8 معايير للعودة الطوعية للاجئين السوريين، منها أن "تكون الأعمال العدائية قد انخفضت بشكل كبير ودائم"، وأن تكون "الضمانات الأمنية للعائدين حقيقية ويمكن التحقق منها"، "ومنح عفو فعلي دون استثناءات واسعة النطاق للعائدين بمن فيهم أولئك الذين لم يكملوا الخدمة العسكرية أو يُعتقد أنهم دعموا المعارضة".