قالت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، إنّ المدنيين في شمال غربي سوريا يواجهون تهديداً خطيراً مع استخدام الطائرات المسيرة الانتحارية، التي تطلقها قوات النظام وروسيا والميليشيات الإيرانية، مضيفة أن هذا التصعيد الخطير في التكتيكات يهدد حياة السكان الأبرياء.
وذكرت المنظمة في تقرير لها، أن التصعيد يدمّر وسائل بقاء السكان على قيد الحياة وسبل عيشهم، بسبب الطبيعة الممنهجة لهجمات هذه المسيرات الانتحارية وتعمد استهداف المدنيين بها، وما سببته من توتر وخوف على الحياة اليومية في شمال غربي سوريا، بسبب التهديد الذي يتربص بالمدنيين ويثير الرعب في قلوبهم.
6 هجمات خلال يوم واحد
ووثقت فرق الدفاع المدني السوري 6 هجمات بطائرات مسيرة انتحارية انطلقت من مناطق سيطرة النظام، واستهدفت منطقة سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، يوم أمس الخميس.
وتركزت الهجمات بالمسيرات الانتحارية على منطقة الغاب وهو من أخصب المناطق الزراعية في سوريا، ويزرع بالحبوب وخاصة القمح، الغذاء الرئيسي للسكان في سوريا، كما يوجد في المنطقة سد القرقور ويرتاده مدنيون لاصطياد الأسماك، وتهدد هذه الهجمات عدداً كبيراً من العائلات بفقدان مصدر رزقها، سواء التي تعتمد على الزراعة أو صيد الأسماك أو الرعي.
وسجلت فرق الدفاع المدني منذ بداية العام الحالي 2024 وحتى تاريخ 22 شباط 13 هجوماً بطائرات مسيرة مذخرة انتحارية، استهدفت البيئات المدنية، وأدت الهجمات بالمسيرات التي استهدفت المدنيين واستجابت لها فرق الدفاع المدني لإصابة 7 مدنيين بينهم طفلان.
آثار كارثية
وبحسب الدفاع المدني، لا تقتصر آثار هذه الهجمات على الخسائر المباشرة في الأرواح والأضرار في الممتلكات، إذ يشكل استهداف البيئات المدنية والقرى والبلدات والمزارعين والمناطق الزراعية ومنطقة سد القرقور، تهديداً لقوت السكان والدخل لعدد كبير من الأسر، ما يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي.
كما يتوقع أن تتأثر قدرة السكان على زراعة المحاصيل، فضلاً عن أن هذه الهجمات ستزيد من عرقلة الوصول إلى الخدمات الأساسية، ما يؤدي إلى تفاقم التحديات التي تواجهها المجتمعات المنكوبة أصلاً بسبب 13 عاماً من الحرب.
واستجابت فرق الدفاع المدني منذ بداية العام الحالي 2024 حتى 18 شباط لـ 138 هجوماً من قبل قوات النظام وميليشيات موالية له، على شمال غربي سوريا، بينها 3 هجمات بصواريخ محملة بذخائر فرعية حارقة.
واستهدفت الهجمات 4 أسواق شعبية و4 مدارس و3 مساجد، ومنازل المدنيين، وأدت لمقتل 10 أشخاص، بينهم طفلان وامرأة، وإصابة أكثر من 60 آخرين بينهم 17 طفلاً و5 نساء.