تحت ساحة موقف سيارات بالقرب من ماركت "ميني إسرائيل" غربي القدس، أخفى جنود الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون جثث 20 جندياً مصرياً بعدما أحرقوهم أحياء ودفنوهم في حفرة من دون شواهد قبور.
كشف صحفي إسرائيلي بارز، مختص في شؤون الأمن النقاب، اليوم الجمعة، عن مجزرة راح ضحيتها ما لا يقل عن 20 جندياً مصرياً في حرب عام 1967.
وذكر الصحفي يوسي ميلمان في سلسلة تغريدات على حسابه في تويتر، إن الجنود المصريين "أُحرقوا أحياء ودفنهم الجيش الإسرائيلي في مقبرة جماعية من دون علامات قرب القدس".
ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تفاصيل مشابهة لما ذكره ميلمان.
مقبرة جماعية
وقالت الصحيفة إن طوال 55 عاماً، أخفت دولة إسرائيل حقيقة دفن عشرات الجثث لجنود مصريين في مقبرة جماعية غربي القدس، بعد مقتلهم في حرب "الأيام الستة" في معارك في منطقة اللطرون ووادي أيلون.
1/11 פרשת נחשון לאחר 55 שנות הסתרה התירה הצנזורה לחשוף את 1 מסודות מלחמת ששת הימים קבר האחים של חיילי הקומנדו המצרי בלטרון ליד נחשון. בחילופי האש שהתחוללו ב-6 ביוני בשטח המפורז, פרצה דליקת ענק ולפחות 20 חיילים מצרים נשרפו למותם. הם נקברו בקבר אחים בלי לסמן את מיקומו. > pic.twitter.com/3HTxpp8Kvf
— Yossi Melman (@yossi_melman) July 8, 2022
وكتب ميلمان: "بعد 55 عاماً من الرقابة الشديدة، يمكنني أن أكشف أن ما لا يقل عن 20 جندياً مصرياً قد أحرقوا أحياء ودفنهم الجيش الإسرائيلي في مقبرة جماعية، لم يتم وضع علامات عليها، ودون تحديد هويتها، مخالفًا لقوانين الحرب، في اللطرون (قرب القدس)".
وأضاف: "حدث ذلك خلال حرب الأيام الستة"، أي حرب 1967.
وحول أسباب وجود الجنود المصريين في تلك المنطقة، أشار ميلمان إلى أن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، كان قد وقّع قبل أيام من نشوب الحرب، اتفاقية دفاع مشترك مع ملك الأردن الراحل حسين بن طلال، الذي كان يسيطر على الضفة الغربية.
وفي هذا الصدد قال ميلمان: "نشرت مصر كتيبتين من الكوماندوز في الضفة الغربية بالقرب من اللطرون، والتي كانت آنذاك أرضاً حراماً، كانت مهمتهم هي الهجوم داخل إسرائيل والاستيلاء على اللد والمطارات العسكرية القريبة".
وتقع اللطرون على الطريق الواصل بين القدس ويافا، وتبعد نحو 25 كيلومترًا غرب القدس، وعقب حرب عام 1948، تم الاتفاق بين إسرائيل والأردن على جعلها منطقة محرمة.
وفي حرب عام 1967، احتلت إسرائيل اللطرون، وضمتها، وهي اليوم من ضواحي مدينة القدس الغربية.
وأضاف ميلمان، موردا تفاصيل ما جرى: "وقع تبادل إطلاق النار مع جنود الجيش الإسرائيلي وأعضاء كيبوتس نحشون (تجمع زراعي تعاوني)؛ هرب بعض الجنود المصريين، والبعض أُخذوا كأسرى، وقاتل البعض بشجاعة".
إحراق الجنود المصريين أحياء
وتابع: "عند نقطة معينة، أطلق الجيش الإسرائيلي قذائف هاون وأضرمت النيران في آلاف الدونمات غير المزروعة من الأدغال البرية في الصيف الجاف".
وأكمل ميلمان: "مات ما لا يقل عن 20 جندياً مصرياً في حريق الأدغال".
ونقل الصحفي الإسرائيلي عن زئيف بلوخ (90 عاما) والذي كان في ذلك الوقت القائد العسكري لميليشيا كيبوتس نحشون، (كيبوتس يساري) قوله: "لقد انتشر الحريق سريعاً في الأدغال الحارة والجافة، ولم يكن لديهم فرصة للهروب".
وأضاف مواصلا النقل عن بلوخ: "في اليوم التالي جاء جنود من الجيش الإسرائيلي مجهزين بجرافة إلى مكان الحادث وحفروا حفرة ودفعوا الجثث المصرية وغطوها بالتربة".
وتابع ميلمان قوله، "بلوخ وبعض أعضاء (كيبوتس) نحشون شاهدوا برعب الجنود (الإسرائيليين) ينهبون ممتلكاتهم الشخصية (للمصريين) ويتركون المقبرة الجماعية من دون علامات".
وأكمل الصحفي الإسرائيلي: "الآن، وبعد رفع الرقابة العسكرية يضيف بلوخ أن حجاب الصمت يناسب الجميع؛ القلة الذين عرفوا لم يرغبوا في الحديث عنه؛ شعرنا بالخجل؛ ولكن قبل كل شيء كان ذلك قرار الجيش الإسرائيلي في خضم الحرب".
أشار ميلمان في تغريداته إلى أن الوثائق العسكرية الرسمية غير السرية، تحذف "مأساة اللطرون من سجلاتها".
ولم يُصدر الجيش الإسرائيلي تعقيبا فوريا على ما ذكره ميلمان.
في حرب 1967، هزم الجيش الإسرائيلي الجيوش العربية، واحتل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية (كانت تحت السيطرة الأردنية) وقطاع غزة (كان تحت السيطرة المصرية)، وشبه جزيرة سيناء، ومرتفعات الجولان السورية.