قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن مقود (عصا التوجيه) إحدى الطائرات التي استخدمت في تدمير مفاعل "تموز" النووي العراقي معروض للبيع في المزاد بسعر يبدأ من 50 ألف دولار.
وأضافت الصحيفة، أن هناك خيارا متاحا للجمهور وبات بإمكان أي أحد اقتناء هدية تذكارية من "حدث تاريخي"، ويضعها بغرفة المعيشة في منزله.
وأشارت الصحيفة إلى أن القطعة المعروضة هي عصا التوجيه لطائرة إسرائيلية من طراز "F-16" شاركت في الهجوم على مفاعل "تموز" النووي العراقي في صيف عام 1981.
مر 40 عاماً على عملية تدمير إسرائيل للمفاعل العراقي، والتي يطلق عليها اسم "عملية أوبرا"، شاركت فيها ثماني طائرات من طراز "F-16"، بما في ذلك الطائرة رقم 129 (التي استخرج منها المقود)، والتي كانت جزءاً من السرب 117.
ولم يُشر تقرير الصحيفة إلى اسم مالك القطعة المعروضة للبيع، لأنها "قضية حساسة"، في حين أشارت إلى أن الطيار الذي قاد الطائرة رقم 129 هو العقيد حجاي كايتس.
ولفت التقرير إلى أنه ليس من العادة أن يحصل الطيارون المتقاعدون على قطع تذكارية من هذا النوع، ولكن يقدر أن المقود تم إخراجه من الاستخدام في ذلك الوقت وتبديله بآخر جديد.
وأشار التقرير إلى أن مصير الطائرة نفسها لم يختلف عن مقودها المعروض للبيع اليوم، فقد بيعت في وقت سابق من هذا العام، إضافة إلى ثلاث طائرات مقاتلة أخرى، لشركة في أميركا الشمالية تقدم خدمات تدريبية للقوات الجوية الأميركية.
عملية أوبرا
في السابع من حزيران من عام 1981، شنت إسرائيل غارات جوية مفاجئة أسفرت عن تدمير مفاعل نووي عراقي قيد الإنشاء، يبعد 17 كيلومتراً جنوب شرقي بغداد، والمعروف إعلامياً باسم مفاعل "تموز" أو مفاعل "أوزيراك".
تعد واحدة من أكثر العمليات سرية ونجاحاً لسلاح الجو الإسرائيلي، لتدمير القدرات النووية العراقية، بعد تهديد الرئيس العراقي السابق صدام حسين بتدمير إسرائيل بالأسلحة النووية.
شاركت فيها 14 طائرة حربية إسرائيلية، ثماني طائرات من طراز "F-16" وستّ طائرات من طراز فالكون "F-15"، ومن بين الطيارين المشاركين الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الجنرال عاموس يادلين، ورائد الفضاء الإسرائيلي الأول الضباط إيلان رامون.
وفي حزيران/يونيو الماضي رفع الجيش الإسرائيلي السرية عن "وثائق وبروتوكولات شديدة السرية" تكشف أسرار عملية "أوبرا".
وجاء في إحدى الوثائق التي كشف عنها، ما كتبه في الفصل التمهيدي لبروتوكول العملية، قائد سلاح الجو آنذاك، اللواء ديفيد عفري: "كانت عملية" أوبرا "هي أطول هجوم نفذته القوات الجوية منذ إنشائها، مضيفاً أن العملية كانت ناجحة تماماً، دمرت المفاعل وعادت جميع طائراتنا إلى قاعدتها سالمة.
ويعود تاريخ إنشاء المفاعل النووي العراقي إلى عام 1976، عندما اشترت بغداد من فرنسا مفاعلًا نووياً من طراز "أوسايرس"، وأطلق عليه الفرنسيون اسم " أوزيراك"، والعراقيون اسم "مفاعل تموز".
عملية "أوبرا" نفذت في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن، الذي قال خلال تكريم الطيارين المشاركين في الهجوم "لا نتحدث عن عملية فريدة، بل هي الأولى في تاريخ إسرائيل".