عندما تقوم دولة ما بخرق الاتفاقيات الدولية، أو تتصرف بطريقة عدوانية، أو تغزو دولة جارة، دون أن يكون هنالك مبرر لشن الحرب، قد لا يكون العنف رداً مقبولاً على ذلك، ولهذا تلجأ الدول للقيام بشيء ما لمعاقبة الدولة المعتدية، ويأتي ذلك على شكل عقوبات اقتصادية في أغلب الأحوال، والهدف منها الضغط على حكومة تلك الدولة ومعاقبتها. وخلال العقود الماضية، دار جدل كبير حول احتمال نجاح العقوبات في الإطاحة بزعيم دولة يوصف بأنه عدواني.
وإليكم فيما يأتي أكثر خمس دول تعرضت لعقوبات في العالم، والفترة الزمنية التي بقي فيها حكامها في مناصبهم، ولكم أن تحكموا بأنفسكم بعد ذلك:
-
روسيا
فرضت العقوبات على روسيا في الوقت الذي فرضت فيه على سوريا، وذلك حتى شهر شباط 2022، عندما شنت روسيا هجومها على أوكرانيا، وعندها تضاعفت العقوبات الغربية عدة أضعاف لتصل إلى 6400 نوع مختلف من القيود الاقتصادية التي فرضت على الحكومة وعلى المشاريع التجارية الروسية، بل حتى على بعض الشخصيات.
بقي فلاديمير بوتين يحتل منصب الرئيس أو رئيس وزراء روسيا منذ عام 1999، لكنه سيطر على البلاد طوال تلك الفترة. ولهذا جمدت الولايات المتحدة الصفقات التجارية مع روسيا خلال تلك الفترة، ثم فرضت عليها أول حزمة من العقوبات في آذار 2014، عقب غزو روسيا للقرم.
-
إيران تحتل إيران المرتبة الثانية ضمن قائمة أكثر الدول تعرضاً للعقوبات في العالم، وليس ذلك بغريب على أحد، فقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات على إيران مرات عديدة، بدءاً من عام 1979، عندما احتجزت إيران 52 رهينة يحملون الجنسية الأميركية، وتكرر ذلك على مدار السنين بسب دعم إيران للإرهاب العالمي.
ومنذ ذلك الحين، عوقبت إيران بـ3616 عقوبة فرضت من قبل سبع دول وهيئتين دوليتين وهما الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث بدأ ذلك في عام 2006 بسبب استمرارها في برنامجها النووي وسعيها لتخصيب اليورانيوم لأغراض تتصل بتصنيع أسلحة نووية.
-
سوريا
فرضت على سوريا 2608 عقوبات اقتصادية منذ عام 1979، وأتى ذلك نتيجة لدعم النظام في تلك الدولة للإرهاب العالمي. ثم وسعت إدارة جورج دبليو بوش العقوبات المفروضة على سوريا لامتلاكها أسلحة كيماوية، ولدعمها لحزب الله وحماس. ثم تم توسيع العقوبات مرة أخرى في عام 2011، مع اندلاع الحرب السورية.
عندما قام الشعب في سوريا ضد الديكتاتورية العائلية التي يتزعمها بشار الأسد، دفع القمع الوحشي للنظام لتلك المظاهرات الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما لتجميد أصول سوريا مع فرض منع سفر وتجميد الاتفاقيات معها، لتتبعه كل من كندا والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية وغيرها في ذلك. وهذه العقوبات لم تضر بالحكومة في سوريا وبعض المشاريع الاقتصادية فيها فحسب، بل أيضاً طالت مسؤولين في الدولة بينهم الديكتاتور بشار الأسد نفسه.
-
كوريا الشمالية
ليس بغريب تصنيف كوريا الشمالية ضمن هذه القائمة، بل الغريب أنها لم تتصدرها. فقد فرضت عليها 2077 عقوبة، بعضها يعود لأيام الحرب الكورية التي قامت بين عامي 1950-1953، ومنذ ذلك الحين وصمت كوريا الشمالية بأنها دولة راعية للإرهاب بسبب الهجمات التي طالت شركات الطيران.
والمرة الوحيدة التي نجحت فيها كوريا الشمالية بتخفيف العقوبات عنها كانت خلال الفترة الممتدة بين عامي 1994-2006، وذلك عندما بدأت بالتعامل مع جيرانها بالنسبة لإنهاء برنامجها النووي. وعند انسحابها من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية في عام 2006 وإنهائها للمحادثات، عادت العقوبات لتفرض عليها من جديد. ومنذ ذلك الحين وهي تطور أسلحة نووية والوسائل التي تساعدها على استخدامها، وهذا ما قابلته عقوبات جديدة تفرض عليها عند كل مرحلة من تلك المراحل.
-
فنزويلا
هنالك فرق كبير في عدد العقوبات المفروضة على هذه الدولة مقارنة بالدولة التي سبقتها ضمن هذه القائمة، إلا أن فرض 651 عقوبة على فنزويلا لا يعني عدم تضرر اقتصادها بذلك. فقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات على فنزويلا منذ عام 2007، لعدم تعاونها في محاربة تجارة المخدرات في المنطقة. ثم توسع الرئيسان السابقان أوباما وترامب في تلك العقوبات خلال السنين التي أعقبت ظهور انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في فنزويلا، فضلاً عن تفشي الفساد والممارسات اللاديمقراطية التي انتهجها نظام الديكتاتور نيكولاس مادورو، ولذلك فرض ترامب عقوبات على المئات من المشاريع التجارية في فنزويلا، وعلى عناصر من الدولة وعلى آلاف الأفراد، وقد شملت تلك العقوبات إلغاء التأشيرات التي تسمح بدخولهم إلى الولايات المتحدة.
المصدر: We Are The Mighty