سلط تلفزيون سوريا، يوم الأربعاء، الضوء على مأساة عشرات طالبي اللجوء بينهم نساء وأطفال من الجنسيتين السورية والفلسطينية، عالقين في جزيرة بالقرب من نهر إيفروس، بعد رفض اليونان تطبيق قرار المحكمة الأوروبية باستقبالهم.
وقال أحمد محمد وهو أحد طالبي اللجوء الموجودين على الجزيرة من الحدود اليونانية التركية، لبرنامج "لم الشمل": منذ بداية شهر كانون الأول إلى اليوم ونحن عالقون في هذه الجزيرة، ويوجد بيننا نساء حوامل وأطفال ورضع، حتى أن إحدى السيدات حامل في الشهر التاسع وأعراض الولادة بدأت تظهر عليها.
وأكد على وجود حيوانات برية في الجزيرة، حتى أن أحدها قام بمحاولة سحب أحد الأطفال بينما كان الجميع نياماً.
وحول ظروف وصولهم إلى الجزيرة أوضح طالب اللجوء: "في أثناء توجهنا إلى الأراضي اليونانية، تم إلقاء القبض علينا، وأعادونا باتجاه الجزيرة وفي أثناء إعادتنا إلى الجزيرة بدأ إطلاق نار من الجهة التركية، وهنا رمانا المرتزقة في الماء، وفي هذه اللحظة سحب التيار طفلة تدعى رحمة ووالدها بدأ باللحاق معها فغرق الاثنان".
لا يمكننا العودة إلى تركيا لهذا السبب
وفي إجابته عن سؤال إن كان هناك طريقة للعودة إلى تركيا إذا لم يستطيعوا إكمال الطريق إلى الأراضي اليونانية، أجاب أحمد: لقد قامت تركيا بترحيل قسم منا، على الرغم من المعاملة التي عاملتنا بها اليونان من الضرب والإهانة، ونزع ملابسنا عنا نحن الرجال، فإنهم أرحم من معاملة الجيش التركي لنا.
وتابع: الجيش التركي أجبرنا جميعاً على التوقيع على الترحيل القسري (العودة الطوعية)، حتى أنه رحِّل بالفعل جزء كانوا معنا، وهم الآن موجودون في الشمال السوري في (اعزاز وإدلب ورأس العين)، المرحلون هم نساء وأطفال وعوائل بالكامل.
وأشار إلى أن المحكمة الأوروبية أصدرت قراراً يحوي أسماءهم بالكامل، ويجبر اليونان على استقبالهم على أراضيها، إلا أن اليونان لم تنفذ القرار على الرغم من أنه كان يجب أن تقوم باستقبالهم يوم 16 كانون الأول الجاري وفقاً للقرار.
ونفى أحمد وصول دعم من أي منظمة دولية، مشيراً إلى أن المحكمة الأوروبية حثت هذه المنظمات للعمل على مساعدتهم، إلا أنها لم تتحرك حتى اللحظة.
وعن خياراتهم في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، قال: نحن نعتبر أمواتاً، فنحن نعيش على الفضلات، وعلى مياه النهر، فمصيرنا مجهول، ولكننا نؤكد أننا نفضل الموت على الرجوع إلى تركيا، لأننا جميعاً قمنا بالبصم على الإعادة الطوعية إلى سوريا.
تكرار حوادث احتجاز طالبي اللجوء في جزر نهر إيفروس
الأخبار حول اللاجئين العالقين على جزر صغيرة في نهر إيفروس باتت تتكرر وتزداد بشكل ملحوظ، ونبهت عدة منظمات حقوقية من أن حرس الحدود اليوناني يمنع القوارب الصغيرة المحملة بالمهاجرين من إكمال طريقها إلى البر اليوناني، ويمارس عمليات صد وإعادة قسرية إلى تركيا "بشكل منهجي".
وفي آب الماضي، دعت لجنة الإنقاذ الدولية ومنظمات أخرى إلى إجلاء 39 لاجئاً سورياً فوراً من جزيرة في نهر إيفروس، داعية إلى إنقاذ طفلة عمرها تسع سنوات في حالة حرجة، وذلك بعد أن توفيت شقيقتها البالغة من العمر خمس سنوات بلسعة عقرب.
ونهاية تموز الماضي، توفي 3 طالبي لجوء بسبب تدهور حالتهم الصحية، بعد أن احتجزتهم اليونان مع 50 شخصاً آخرين لمدة 11 يوماً في جزيرة معزولة وسط نهر إيفروس الحدودي مع تركيا.