يزورنا اليوم ضيف خفيف الظل يأتي مرة كل أربع سنوات، إنه يوم 29 من شباط / فبراير، ذلك اليوم "اليتيم" الذي يُثير فضول الكثيرين. فمن أين جاء هذا اليوم؟ وكيف نشأ؟
كيف نشأ يوم 29 من شباط؟
حاول الإنسان عبر التاريخ التوفيق بين حركة الأجرام السماوية والتقويم الأرضي. فحركة الأرض حول الشمس لا تتوافق بشكل تام مع دوران الكوكب حول محورها، مما يجعل تقسيم السنة الفلكية إلى أيام من دون باقٍ أمراً مستحيلاً.
على مر التاريخ، حاولت حضاراتٌ مختلفة إيجاد حلولٍ لهذه الإشكالية، ففي مصر القديمة، كانت السنة تتكون في التقويم المصري القديم من 12 شهراً لكل منها 30 يوماً، لكن تم إضافة أيام أخرى إلى التقويم، بينما اعتمدت الصين نظاماً أكثر شمولاً، حيث تقرر إضافة شهر ربيع زائد كل ثلاث سنوات.
أما التقويم الجمهوري الذي أسس في روما القديمة نحو عام 738 قبل الميلاد، تشكل من دورة أربع سنوات مألوفة مع سنة كبيسة واحدة، وتقرر حينها أن يبدأ العام في شهر آذار / مارس ويستمر 10 أشهر فقط ولا يأخذ فصل الشتاء في الاعتبار، لأن الناس على أي حال، لا تعمل في هذا الوقت من السنة.
وبعد ذلك، شهد التقويم الروماني ثورةً حقيقيةً، ففي عهد الملك الروماني الثاني "نوما بومبيليوس"، تم إضافة شهري "كانون الثاني / يناير" و"شباط / فبراير" إلى التقويم، وأضيفا في نهاية العام، بينما قرر يوليوس قيصر لاحقاً إصلاح التقويم بشكلٍ جذري من خلال تطوير "التقويم اليولياني" الذي تضمن يوماً إضافياً كل أربع سنوات (السنة الكبيسة).
ومع توسع الإمبراطورية الرومانية، انتشر "التقويم اليولياني" في أوروبا، لكن مع مرور الوقت تراكم فارقٌ بين التقويم وحركة الشمس، مما دفع البابا غريغوري الثالث عشر إلى إدخال تعديلاتٍ جديدة أدت إلى ظهور التقويم الميلادي أو الغريغوري الذي نستخدمه حتى اليوم.
مع التقدم البشري، تطورت تقنيات حساب الوقت بشكلٍ كبير، ففي عام 1972 تم إدخال "الثواني الكبيسة" لتعويض الفرق بين التوقيت العالمي المنسق (UTC) والوقت الذري.
يوم 29 شباط
يُعد يوم 29 من شباط حدثاً فريداً، فهو يومٌ إضافي يزورنا كل أربع سنوات، وبالنسبة للبعض، قد يكون هذا اليوم عيدَ ميلاد أو مناسبة سعيدة أخرى لا تتكرر إلا مرة كل أربع سنوات، مما يجعلها مميزةً جداً.