أفاد موقع "السويداء 24" المحلي بوصول رسائل نصية إلى هواتف عدد من المتهمين بتجارة وتهريب المخدرات في محافظتي درعا والسويداء جنوبي سوريا، تدعوهم لتسليم أنفسهم لحرس الحدود الأردني، وتحذرهم من مصير مشابه لمصير مرعي الرمثان، الذي قُتل مع عائلته بغارات جوية نفذتها طائرات حربية أردنية.
وذكر الموقع أنه اطلع على نسخة من الرسائل التي وصلت من أرقام أردنية، في حين قالت الرسائل "نعلم من أنتم، تحركاتكم مرصودة، اجتماعاتكم مخترقة. تساهمون في تخريب عقول أبناء شعبنا ولأجلهم لن نرحم أي شخص منكم، نشامى الأردن ستحلق كالنسور ليتم اصطيادكم مجرم تلو الآخر"، مؤكدة أن "مرعي الرمثان كان الأول وليس الأخير".
وأضافت الرسائل "سلموا أنفسكم لقوات حرس الحدود الأردني قبل أن تنقضي المهلة والبدء بمحاسبتكم ويكون مصيركم كمصير مرعي الرمثان، لن تفلتوا من العقاب مهما فعلتم"، وانتهت الرسائل بعبارة "القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي".
وأكد "السويداء 24" أن الرسائل وصلت إلى عدد ليس بقليل من المتهمين بتهريب المخدرات، وخصوصاً القاطنين قرب المناطق الحدودية بين سوريا والأردن، موضحاً أنه لم يتسن التحقق ما إذا كانت السلطات الأردنية تقف وراء هذه الرسائل النصية فعلاً.
تجار المخدرات جنوبي سوريا تواروا عن الأنظار
وأشار "السويداء 24" إلى أن العديد من المتهمين بتجارة المخدرات جنوبي سوريا تواروا عن الأنظار بعد الضربة الأردنية التي استهدفت الرمثان، إذ اتخذوا عدة إجراءات مثل استبدال أماكن إقامتهم، وتغيير سياراتهم، بعدما كانوا يتنقلون بكل حرية خلال السنوات الماضية، بسبب الغطاء الأمني من أجهزة أمنية وعسكرية تابعة للنظام السوري.
وفي 8 أيار الجاري، أطلقت طائرات أردنية أولى غاراتها جنوبي سوريا، واستهدفت موقعاً لتصنيع المخدرات في ريف درعا، يُديره المطلوب الأول للأردن، مرعي رويشد الرمثان، ما أسفر عن مقتله مع زوجته وخمسة من أطفالهما.
تهريب المخدّرات مِن مناطق النظام السوري
يشار إلى أن العديد من دول العالم ضبطت، خلال السنوات الماضية، مئات شحنات المخدّرات القادمة مِن مناطق سيطرة نظام الأسد في سوريا، حيث يعدّ النظام وميليشيات إيران المساندة له، وعلى رأسها "حزب الله" اللبناني، مُصدّراً رئيساً للحبوب المخدّرة، والتي تعدّ مِن أهم مصادر تمويلهم.
وسبق أن كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" أن أنشطة النظام السوري في تصنيع المخدرات والاتّجار بها، أسهمت في مضاعفة كمية المخدرات المضبوطة عالمياً عشرات المرات، إذ ضُبط أكثر من 250 مليون حبة "كبتاغون" في جميع أرجاء العالم حتى الآن، أي أكثر من 18 ضعفاً للكمية التي تم الاستيلاء عليها قبل أربع سنوات فقط.
وسبق أن أعد موقع "تلفزيون سوريا" تقريراً مفصلاً عن عمليات صناعة المخدرات وتهريب مختلف أنواعها عبر نظام الأسد و"حزب الله" من مناطق سيطرتهما داخل سوريا إلى مختلف دول العالم.