يواصل النظام السوري اعتقال العائدين من لبنان ضمن "برنامج العودة الطوعية"، رغم تصريحات رسمية لبنانية تحدثت عن عدم إمكانية تعرض اللاجئين العائدين والتسهيلات بالنسبة لمن هم في سن الخدمة الإلزامية.
وقالت مصادر محلية لموقع تلفزيون سوريا إن قوات النظام اعتقلت، الأحد، السوري علي بديع فياض، المنحدر من بلدة رأس العين في القلمون (بالقرب من يبرود)، عند وصوله إلى البلدة قادماً مع القافلة الثانية للاجئين السوريين من عرسال بتاريخ 5 تشرين الثاني الجاري.
والأسبوع الماضي، اعتقلت مخابرات النظام السوري، أحد العائدين ضمن قافلة اللاجئين السوريين من لبنان إلى سوريا، بموجب ما أطلقت عليه الحكومة اللبنانية اسم "برنامج العودة الطوعية".
وقال مصدر محلي لموقع تلفزيون سوريا إن النظام السوري اعتقل الشاب مجد طفيلية المنحدر من بلدة جراجير في القلمون الغربي بريف دمشق، بعد ثلاثة أيام على عودته من لبنان.
وأضاف أن "طفيلية" كان من ضمن المطلوبين لمراجعة "مركز التسوية" في بلدة فليطة بالقلمون الغربي، الذي افتتحته مخابرات النظام داخل المدرسة الابتدائية، وخصّصته للعائدين من لبنان ضمن قافلة اللاجئين الأولى.
وأشار إلى أن "طفيلية" دخل مع القافلة عبر "معبر الزمراني" الحدودي في جرود القلمون، وتسلّم برقية مراجعة "لمركز التسوية" خلال مدة لا تتجاوز 72 ساعة.
وبيّن أن الشاب المعتقل راجع "مركز التسوية" في فليطة لإجراء عملية التسوية الأمنية، موضحاً أن الأمن السياسي أصدر مذكرة باعتقاله على الفور، ونُقل إلى مقر الفرع في العاصمة دمشق.
وبحسب المصدر فإن "طفيلية" يعيش في منطقة عرسال اللبنانية منذ عام 2014، وعاد إلى سوريا بعد تقديم ضمانات من الحكومة اللبنانية بعدم الملاحقة الأمنية والاعتقال.
"برنامج العودة الطوعية"
وانطلقت أولى دفعات العائلات العائدة من لبنان إلى مناطق سيطرة النظام السوري، صباح الأربعاء الفائت، وضمت 511 لاجئاً سورياً انطلقوا من نقاط التجمّع المحدّدة في مدينة طرابلس والعبودية، والنبطية، ومن عاليه والمصنع وعرسال، وفقاً لبيان أصدره الأمن العام اللبناني.
وأكّد مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا في وقت سابق أن نحو 450 عائلة سجّلت ضمن مراكز العودة الطوعية التي أنشأها الأمن العام اللبناني، وأتت الموافقة على هذا العدد وفق التالي: "200 عائلة تعتبر ملفاتها الأمنية نظيفة وموافق على عودتها" و"250 عائلة موافق على عودتهم لكن عليهم مراجعات أمنية وقضائية مما جعل هذه العائلات ترفض العودة مبدئياً".
وكان المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم قد أخبر هذه العوائل أن تعود على مسؤوليته الشخصية بعد حصوله على تسهيلات لملفاتهم من قبل النظام السوري، مؤكّداً أنه حصل على تسهيلات بالنسبة لمن هم في سن الخدمة الإلزامية بمنحهم مهلة مدتها 6 أشهر قبل التحاقهم بالخدمة العسكرية، وفق المصدر ذاته.