icon
التغطية الحية

اعتقال المئات في اقتحامات "قسد" لمخيم الهول

2022.09.08 | 15:34 دمشق

ه
عناصر قسد خلال عملية تفتيش الخيام في مخيم الهول ـ رويترز
واشنطن بوست - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

ألقت قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع الولايات المتحدة القبض على مئات المشتبه بانتمائهم إلى تنظيم الدولة خلال هذا العام، عبر اقتحامات لمخيم الهول الذي شهد عنفا نفذه متعاطفون مع التنظيم، وقد قام الجيش الأميركي بتنسيق تلك العمليات وتسهيلها.

القيادة الوسطى الأميركية أعلنت يوم الأربعاء الفائت أن قسد اعتقلت "العشرات" من المشتبه بهم الموجودين في مخيم الهول شمال شرقي سوريا، وفككت شبكة رئيسية تعمل على تسهيل عمليات تنظيم الدولة، وأكدت بأن هذه العملية ما تزال متواصلة بحسب ما ذكره مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية الذي صرح بذلك مشترطاً ألا يرد اسمه مع التفاصيل التي تكشف ما جرى في تلك العملية.

عمليات "تطهير شامل" في مخيم الهول

يذكر أن الاقتحام الذي وصف "بعملية تطهير شاملة" يعتبر الأكبر من نوعه في مخيم الهول منذ أيار 2021، بحسب ما ذكر ذلك المسؤول، كما تعتبر هذه المرة السابعة التي تقوم فيها قطعات من قسد خلال هذا العام، بمساعدة من القوات الأميركية، باقتحام ذلك المخيم الصحراوي الذي توسع كثيراً بما أنه يؤوي نحو 55 ألف نسمة، يعتبر معظمهم من المتعاطفين مع تنظيم الدولة، إذ سافر هؤلاء إلى سوريا والعراق عندما بلغت قوة التنظيم وسطوته أوجها. وقد نجم عن كل اقتحام من تلك الاقتحامات اعتقال ما بين 40 و 120 مشتبهاً بانتمائهم إلى تنظيم الدولة.

وفي تصريح للكولونيل جو بوتشينو، الناطق الرسمي باسم القيادة الوسطى الأميركية ذكر أنه في خضم تلك العملية المتواصلة، قامت قسد يوم الإثنين الماضي بإنقاذ أربع نساء تم العثور عليهن داخل أنفاق حبسن فيها حيث كن يتعرضن هناك للتقييد بالسلاسل والتعذيب.

ت

وبخلاف الاقتحامات العسكرية التي تتم على نطاق أضيق ويكون الغرض منها اعتقال أو قتل أهداف معينة خلال ساعات قليلة، تشمل عمليات "التطهير" الشاملة عموماً العديد من الأهداف وتتطلب عمليات تفتيش وبحث تستغرق وقتاً طويلاً وذلك في المقار إلى جانب البحث عن الأسلحة والمعدات القتالية، وجمع البيانات البيومترية، والاستجواب الدقيق، ولهذا قد تستغرق تلك العمليات أسابيع.

وبالنسبة لهذه العملية وغيرها من العمليات التي تتم في مخيم الهول، يقوم الجيش الأميركي بتحديد الأهداف بناء على معلومات استخبارية يتم جمعها عن طريق مخبرين، بحسب ما ذكره مسؤول أميركي في وزارة الدفاع.

وتترأس القوات الأميركية الجزء الأكبر من عمليات التخطيط والتنسيق التي تقوم بها قسد مع جهاز الشرطة والأمن ومفارز الحرس داخل ذلك المخيم.

أطفال معتقلون

إلا أنه لم يتبين بعد كم كان عدد الأطفال بين من اعتقلوا في تلك الاقتحامات خلال الأسابيع القليلة الماضية، بما أن الأطفال يشكلون أكثر من نصف تعداد المقيمين في ذلك المخيم، كما أن الأغلبية الساحقة من سكان هذا المخيم الذي يعتبر أكبر مخيم للنازحين في سوريا هي من فئة النساء والأطفال الذين كانوا أعضاء في تنظيم الدولة أو أقارب لمنتسبين لديه.

وعن ذلك يقول بوتشينو: "ستنشر هذه العملية الأمان بنسبة أكبر في المخيم الذي يضم أشخاصا ما تزال تحدوهم الرغبة بالعودة إلى أوطانهم التي أتوا منها، لكنهم غير قادرين على ذلك"، وأكد بوتشينو أن هدف المسؤولين هو إعادة تأهيل القاطنين في مخيم الهول وترحيلهم إلى أوطانهم.

م

إجلاء متأخر من الهول

بيد أن عملية إخراج هؤلاء الأفراد من مخيم الهول تأخرت كثيراً، إذ إن القاطنين في هذا المخيم أتوا من أكثر من 50 دولة، ولم تبد تلك الدول حماستها لإعادة عناصر تنظيم الدولة والمتعاطفين معه، حتى ولو كانوا أطفالاً.

وفي السياق يذكر أن معظم الدول الغربية لم تبدأ إلا منذ مدة قريبة بإجلاء العشرات فقط من هؤلاء النازحين، في حين أجلى العراق نحو 2500 شخص بحسب إحصائية نشرتها وزارة الخارجية الأميركية أخيراً.

وتعود أصول نصف سكان مخيم الهول تقريباً للعراق، وأكثر من ثلثهم سوريين، وكلا البلدين ما يزال يعاني ويواجه تحديات تتمثل بالإرهاب وانعدام الاستقرار، ما يفرض قيوداً على السرعة التي تتم بها عمليات الإجلاء والترحيل.

وعن ذلك يقول بوتشينو: "ستواصل قسد جهودها في استئصال خطر تنظيم الدولة، إلا أن دعم المجتمع الدولي يبقى مهماً بالنسبة لجهود الإجلاء هذه".

المصدر: واشنطن بوست