بعد ساعات من إدانة وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، للهجوم الروسي على أوكرانيا، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، بطريقة أكثر تحفظًا عن الحرب التي بدأها الروس صباح اليوم ضد أوكرانيا من دون أن يدين روسيا ولم يذكر روسيا أو بوتين.
وقال بينيت، في حفل تخريج دورة الضباط اليوم الخميس، "لسوء الحظ، لم تعد الحرب بين الجيوش شيئاً من الماضي"، وحث الرعايا الإسرائيليين الذين ما زالوا في أوكرانيا على المغادرة بأسرع وقت ممكن.
وحرص رئيس الوزراء الإسرائيلي على عدم إدانة روسيا، على الرغم من إصدار وزير خارجيته بيان إدانة للهجوم الروسي، واكتفى بالتعبير عن تعاطفه مع الأوكرانيين.
وقال بينيت إن "هذه لحظات صعبة ومأساوية، وقلوبنا تنفعل لمواطني أوكرانيا الذين وقعوا في هذا الوضع من دون سبب اقترفوه".
שידור חי: דברי ראש הממשלה נפתלי בנט בטקס סיום קורס קצינים בבה"ד 1 https://t.co/httklntf6K
— ראש ממשלת ישראל (@IsraeliPM_heb) February 24, 2022
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن بينيت عقد صباح اليوم اجتماعات مكثفة مع أركان حكومته للتشاور وتقييم الوضع لتطورات الحرب في أوكرانيا.
وفي مقابلة مع "يديعوت أحرونوت"، قال وزير المالية أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب "يسرائيل بيتنا" وأحد القادة السياسيين من أصول روسية، إن على إسرائيل أن تكون أكثر توازناً ويجب أن تبني موقفها من الحرب في أوكرانيا بعيداً عن لفت الأنظار.
وشدد ليبرمان في قوله يجب أن ينصب تركيزنا على "سلامة الجاليات اليهودية هناك".
وفي وقت سابق اليوم، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلية، يائير لابيد، الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، في بيان نشره على حسابه في موقع "تويتر"، إن الهجوم الروسي على أوكرانيا انتهاك خطير للنظام الدولي.
ההתקפה הרוסית על אוקראינה היא הפרה חמורה של הסדר הבינלאומי, ישראל מגנה את ההתקפה, מוכנה ונערכת לסייע הומניטרית לאזרחי אוקראינה. ישראל היא מדינה למודת מלחמות, מלחמה אינה הדרך לפתור סכסוכים.
— יאיר לפיד - Yair Lapid🟠 (@yairlapid) February 24, 2022
وجاءت إدانة لابيد، الذي يعتبر أحد أبرز الوجوه الليبرالية في الحكومة الإسرائيلية، للهجوم الروسي ولم تحمل أي تنديد لروسيا أو بوتين.
والتزمت إسرائيل منذ تصاعد التوترات الروسية الأوكرانية، الشهر الماضي، بسياسة النأي بالنفس، ولم تخرج عن صمتها إلا يوم أمس، وأصدرت بياناً تعلن فيه تعاطفها مع أوكرانيا إلا أنه تجنب إدانة روسيا حفاظاً على المناورة السياسية مع موسكو التي ترتبط معها بمصالح حيوية في سوريا.
ولم تصدر إسرائيل بيان التعاطف مع أوكرانيا، أمس الأربعاء، إلا بعد التشاور مع الأميركيين الذين أبدوا تفهماً لحساسية الموقف الإسرائيلي، بحسب "يديعوت أحرونوت".
كانت إسرائيل تجد نفسها في موقف حرج بين تأييد الغزو الروسي المحتمل لحدود أوروبا الشرقية وبين الوقوف مع حلفائها في الغرب ضد بوتين الذي منحها صلاحيات واسعة لمواجهة الوجود الإيراني في سوريا.
ورداً على بيان التعاطف الإسرائيلي مع أوكرانيا، دانت موسكو أمس الأربعاء في مجلس الأمن الاحتلال الإسرائيلي لمرتفعات الجولان السوري.
وقال نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، أمس الأربعاء، إن روسيا لا تعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، وهي جزء لا يقبل الجدل من سوريا.
وأضاف بوليانسكي، خلال إحاطة شهرية حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في مجلس الأمن الدولي، "نحن قلقون من خطط تل أبيب المعلنة لتوسيع النشاط الاستيطاني في مرتفعات الجولان المحتلة والتي تتعارض بشكل مباشر مع أحكام اتفاقية جنيف لعام 1949".
ومن جهة أخرى، أعرب مسؤولون إسرائيليون، الإثنين الماضي، عن قلقهم من أن فرض عقوبات أميركية على روسيا يمكن أن يضر بالمصالح الأمنية لإسرائيل في سوريا.
ونقل موقع "اللا" الإخباري العبري، أمس الإثنين، عن مسؤولين أمنيين لم يكشف عن هويتهم، أن علاقات إسرائيل الوثيقة مع الولايات المتحدة قد تعرض تنسيقها مع موسكو للخطر فيما يتعلق بعملياتها في سوريا، على خلفية الأزمة الأوكرانية.
يذكر أن القوات الروسية شنت صباح اليوم الخميس 24 شباط/فبراير هجوماً واسع النطاق على الأراضي الأوكرانية، وتشير المعطيات إلى تقدم الجيش الروسي نحو العاصمة كييف.