أعرب مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم من أن فرض عقوبات أميركية على روسيا ردا على غزو محتمل لأوكرانيا يمكن أن يضر بالمصالح الأمنية لإسرائيل في سوريا.
ونقل موقع "اللا" الإخباري العبري، أمس الإثنين، عن مسؤولين أمنيين لم يكشف عن هويتهم، أن علاقات إسرائيل الوثيقة مع الولايات المتحدة قد تعرض تنسيقها مع موسكو للخطر فيما يتعلق بعملياتها في سوريا، على خلفية الأزمة الأوكرانية.
وأشار المسؤولون إلى أن التعاون الإسرائيلي الروسي أمر حيوي لمنع إيران ووكلائها من التموضع العسكري في سوريا.
وحسب مسؤول فإن "العقوبات الأميركية ضد روسيا تضع إسرائيل في موقف محرج للغاية". مشيراً إلى أن الولايات المتحدة حليف مستقر منذ فترة طويلة، لكن إسرائيل بحاجة إلى روسيا لما للأخيرة من نفوذ قوي في الشرق الأوسط.
والأحد الماضي، تجنب وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، الرد على سؤال حول احتمال انضمام إسرائيل إلى العقوبات الأميركية على روسيا، وقال إن إسرائيل "ستدرس المسار الذي يجب أن تسلكه".
ويلقي تصاعد التوتر الحالي على الجبهة الأوكرانية بين روسيا والغرب، بظلاله على التنسيق الروسي الإسرائيلي في الساحة السورية، الذي برز في منذ عام 2018 عبر إنشاء "خط تنسيق ساخن"، ويسمح للجيش الإسرائيلي بتنفيذ عمليات عسكرية تقول تل أبيب إنها لاستهداف الوجود الإيراني في سوريا.
ووفقاً لتداعيات الأزمة الأوكرانية تجد إسرائيل نفسها، في موقف حرج بين تأييد الغزو الروسي المحتمل لحدود أوروبا الشرقية وبين الوقوف مع حلفائها في الغرب ضد بوتين الذي منحها صلاحيات واسعة في حرية النشاط العسكري في سوريا.
وشنت إسرائيل مئات العمليات العسكرية داخل الأراضي السورية ضد أهداف إيرانية وقواعد عسكرية تابعة للنظام، يستخدمها الحرس الثوري وحزب الله، في إطار حملة تطلق عليها اسم "المعركة بين الحروب" لاستهداف الوجود الإيراني بالقرب من حدودها منذ ما يزيد على خمس سنوات.
وتخشى إسرائيل، التي تحاول النأي بنفسها عن الاشتباك الروسي الغربي على حدود أوروبا الشرقية، من أن تؤثر العقوبات التي يهدد بها الغرب روسيا من أن تنعكس سلباً على التنسيق العالي بين موسكو وتل أبيب.
وظهرت في الأسابيع الأخيرة مؤشرات على بوادر خلاف روسي إسرائيلي، تمثل في نبرة موسكو الحادة واعتراضها "غير المسبوق" على الضربات الإسرائيلية في سوريا.
للمرة الأولى تطلب موسكو من إسرائيل وقف هجماتها في سوريا، بشكل حاد وواضح، وأعربت الخارجية الروسية على لسان المتحدثة باسمها، ماريا زاخاروفا، عن "قلقها البالغ" من استمرار الضربات في سوريا.
سبق تنديد زاخاروفا تنديد روسي آخر على لسان سفير بلادها في دمشق، ألكسندر يفيموف، الذي قال إن "الضربات الإسرائيلية على سوريا غير قانونية من وجهة نظر القانون الدولي، مشيراً إلى أنها "تعقد الوضع في المنطقة ككل".
إضافة إلى تنفيذ القوات الروسية العديد من المناورات العسكرية، الجوية والبحرية، انطلاقاً من قاعدة "حميميم" الروسية في الساحل السوري، والتي تنظر إليها تل أبيب بعين الريبة وتحاول التهدئة وعدم استفزاز الروس على الأقل في الوقت الحالي.