قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن التصعيد الإسرائيلي الأخير وتكثيف الضربات ضد الوجود الإيراني في سوريا يخدم مصلحة نظام بشار الأسد وحلفائه الروس، مشيرة إلى أن إخراج إيران من الساحة يمثل مصلحة مشتركة لكل الأطراف الفاعلة بالملف السوري وفي مقدمتهم الأسد وبوتين.
وأضافت الصحيفة، في تقرير كتبه يوسي يهوشع، اليوم الثلاثاء، أن "المصالح الإسرائيلية والسورية والروسية تلتقي على هدف واحد، حتى وإن نفته جميع الأطراف"، يتمثل في إخراج إيران من سوريا.
وتابعت الصحيفة، على عكس ما يظهره بشار الأسد بأنه ليس مع طرد الإيرانيين من قبل إسرائيل، وتشغليه منظومات الدفاع الجوي للتصدي لصواريخها، إلا أن هناك مصالح متعددة لنظام الأسد في استمرار الضربات الإسرائيلية التي ازدادت وتيرتها في الآونة الأخيرة.
وأوضح التقرير، أن الوجود الإيراني يعيق أهداف الأسد في فرض سيطرته على مزيد من المناطق وفي إعادة ترميم جيشه.
وفي هذا السياق، أشار معلق الشؤون الأمنية والعسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، الأسبوع الماضي، إلى حرص نظام بشار الأسد على تجنب المواجهة مع إسرائيل، التي يجره إليها الوجود الإيراني في سوريا، لا سيما في ظل تركيز اهتمامه الحالي، بعد أن أعاد سيطرته على معظم المناطق في البلاد، على قضية إعادة الإعمار بمساعدة الدول العربية "السنية" وروسيا.
وقال بن يشاي، المعروف بصلاته الوثيقة بالأركان الإسرائيلية، إن بشار الأسد أوضح للإيرانيين أنه لا يريدهم أن يتحدوا إسرائيل وأن يجروا سوريا إلى صراع مدمر.
وأوضح ببن يشاي، أن تل أبيب وموسكو تساعدان الأسد في توضيح هذه النقطة للإيرانيين من خلال زيادة وتيرة عمليات "المعركة بين الحروب".
وبحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن الضربات الإسرائيلية تخدم الروس في معركتهم مع الإيرانيين للسيطرة على مناطق استراتيجية في سوريا، ولهذا السبب سمح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستمرار النشاط العسكري الإسرائيلي في سوريا خلال لقائه الأخير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت.
وأشار التقرير إلى أن المصلحة الإسرائيلية واضحة وجلية في طرد الإيرانيين من سوريا وهي تستمر في تحقيق هذا الهدف، إضافة إلى إحباط نقل أسلحة متطورة إلى "حزب الله" ومشروع الصواريخ الدقيقة الإيرانية في سوريا.
وكانت إسرائيل شنت، أمس الإثنين، غارة "غير تقليدية" على هدفين منفصلين في طرطوس وريف حمص، أسفر عن إصابة جنديين من قوات الأسد، واللافت أنها جاءت في توقيت غير معتاد، في الساعة السابعة مساءً، على عكس معظم الضربات التي تأتي في منتصف الليل.
وازدات وتيرة الضربات الإسرائيلية في الشهور الأخيرة، ونفذت تل أبيب ست هجمات منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بعدما انخفضت نسبياً في مطلع هذا العام لانشغال الساحة الإسرائيلية بالانتخابات وقدوم حكومة جديدة بقيادة بينيت حافظت على السياسة السابقة في "محاربة إيران".
وفي أعقاب القمة الأولى بين بوتين وبينيت في مدينة سوتشي، في 22 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وحصول الإسرائيليين على "الضوء الأخضر" من موسكو لاستمرار عملياتهم العسكرية في الساحة السورية، أخذت الهجمات الإسرائيلية طابعاً مختلفاً، تمثل بزخم أكبر واستخدام تكتيكات لم تكن معتادة.
وشنت إسرائيل خلال الأعوام الثلاث الأخيرة مئات الهجمات ضد أهداف إيرانية في سوريا، تطلق عليها اسم "المعركة بين حروب"، كانت تنفذ بطريقة روتينية عبر مقاتلات حربية ترسلها تل أبيب إما من فوق الأجواء اللبنانية أو البحر المتوسط أو من فوق سماء الجولان وأحياناً من فوق منطقة التنف، لشن غارات جوية تطلق صواريخ جو-جو في منتصف الليل.
وبعد قمة بوتين بينيت شنت إسرائيل أربع غارات في أقل من أسبوعين كسرت خلالها قواعد الاشتباك عبر تغيير التوقيت والسلاح وتكثيفها من حيث الزخم والعدد.
في 30 تشرين الأول/ أكتوبر، لأول مرة تستخدم إسرائيل أسلوب الهجوم الصاروخي البري، في أثناء قصف شحنة أسلحة كانت على وشك الدخول إلى الأراضي اللبنانية في منطقة الديماس غربي دمشق، بصواريخ أرض-أرض في وضح النهار.