صّدق الكنيست الإسرائيلي أمس الأربعاء، على بناء 3144 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة، رغم احتجاج واشنطن والتحذيرات التي نقلها وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكن، إلى وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، قبل يوم واحد.
وذكرت قناة "كان 11"، التلفزيون الإسرائيلي الرسمي، أن المجلس الأعلى للتخطيط في الإدارة المدنية وافق، أمس الأربعاء، على بناء 3144 وحدة استيطانية، على عدة مراحل، في الضفة الغربية.
ويعتبر القرار الإسرائيلي للمضي في بناء المستوطنات هو الأول في عهد الإدارة الأميركية الجديدة، بقيادة بايدن، التي ترفض بشكل علني هذه الخطوة.
وأشار تقرير القناة، إلى أن هذه هي الجلسة الثانية التي يعقدها المجلس خلال هذا العام، الأولى كانت في كانون الثاني/يناير الماضي والتي وافق فيها على بناء 800 وحدة استيطانية.
ويأتي قرار المصادقة رغم الاحتجاج الأميركي الشديد، وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، الثلاثاء الماضي، إن الولايات المتحدة "تعارض بشدة" هذه الخطوة لأنها تتعارض مع الجهود المبذولة للحد من التوترات.
ودان بيان الخارجية الأميركية المخطط الإسرائيلي، معتبراً "عملية تبييض البؤر الاستيطانية خطوة غير مقبولة".
وفي الوقت نفسه، ذكر موقع "واللا" الإسرائيلي أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أجرى محادثة هاتفية مع وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، أبلغه احتجاج واشنطن على بناء المستوطنات.
وأشار الموقع الإسرائيلي إلى أن الانتقاد الأميركي تصاعد قبل يوم من قرار المصادقة، بعد الرسائل الهادئة التي عبرت عنها واشنطن في معرض اعتراضها على إعلان غانتس الأسبوع الماضي عن انعقاد المجلس.
الضغط الأميركي
ونقل موقع "واللا" عن مسؤولين إسرائيليين، أن المحادثة بين بلينكن وغانتس كانت "صعبة"، أوضح فيها الوزير الأميركي أن خطط البناء الجديدة "غير مقبولة" بسبب العدد الكبير للوحدات الاستيطانية وبسبب توزيعها الجغرافي في عمق أراضي الضفة.
وبحسب المسؤولين، كان رد غانتس "قلصتها بقدر المستطاع"، موضحاً أنه (غانتس) سمح في المقابل ببناء 1300 وحدة سكنية للفلسطينيين في الضفة، الأمر الذي لم يحدث منذ عقد، وذلك تجاوباً مع مطالب الإدراة الأميركية في تحسين حياة الفلسطينيين وتقوية السلطة في رام الله.
وقال المسؤولون الإسرائيليون، إن الموقف الأميركي من المستوطنات كان أكثر عدوانية مما كان متوقعاً.
وأضافوا أن الانتقادات العلنية في هذه المرحلة تأتي فقط من وزارة الخارجية الأميركية بينما لم يتدخل البيت الأبيض بعد في هذه القضية بشكل كبير.
يشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية أعلنت مراراً أنها ترفض قيام دولة فلسطينية، ما يقوض مبدأ "حل الدولتين"، الذي تتمسك به إدارة بايدن، وتعتبر المستوطنات الإسرائيلية "غير الشرعية" في أراضي الضفة تكريساً للاحتلال.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، أعلن قبل أسبوعين، عن مخطط لزيادة المستوطنات في الجولان السوري المحتل أربع مرات، موضحاً سيتم المصادقة عليه في غضون ست أسابيع.
وتحتل إسرائيل الضفة الغربية وهضبة الجولان السوري منذ عام 1967.