وصف دبلوماسي أوروبي أزمة الوقود التي يعيشها لبنان بأنها "عملية احتيال"، وفق ما نقلته عنه صحيفة "الغارديان" اليوم الثلاثاء.
حديث المسؤول (لم تذكر الصحيفة اسمه) جاء تعليقا على الاحتجاجات التي تجددت في لبنان نتيجة تدهور الوضع المعيشي.
وأكد المسؤول أنه لا يوجد نقص في الوقود، حيث يتم الاحتفاظ به على متن السفن من قبل الموردين المحليين كوسيلة لزيادة هوامش الربح.
وأضاف أن الوقود يتم شحنه إلى سوريا، حيث يتم بيعه بأسعار أعلى مما يمكن أن تصل إليه في الأسواق المحلية اللبنانية.
ورصد موقع تلفزيون سوريا عبر موقع تتبع حركة السفن "marinetraffic" وصول 10 ناقلات للنفط من عدة دول بينها روسيا واليونان وإيطاليا إلى الموانئ اللبنانية، بعضها وصل قبل نحو أسبوعين.
ويعيش لبنان في خضم أزمة مالية وصفها البنك الدولي بأنها إحدى أشد حالات الركود في التاريخ الحديث.
واصطف سائقو السيارات في طوابير لساعات للحصول بالكاد على أي كميات من الوقود على مدى الأسابيع القليلة الماضية، وكثيرا ما أدى ذلك إلى مشاجرات عنيفة.
ومنذ مطلع الأسبوع الفائت، تصاعدت الاحتجاجات الشعبية، بسبب تدهور إضافي في العملة المحلية مقابل الدولار، في ظل أزمة اقتصادية حادة تعصف بالبلاد منذ أواخر 2019، ما أدى إلى تضخم مالي وزيادة غير مسبوقة بمعدلات الفقر.
ومما فاقم الوضع سوءا رفع الحكومة اللبنانية أسعار الوقود، اليوم الثلاثاء، بعد أن وافقت الأسبوع الماضي فعليا على خفض دعم الوقود، في تحرك يستهدف تخفيف نقص السيولة المالية التي تسبب حالة من الشلل، لكنه سيزيد الضغط على المستهلكين من الطبقات الفقيرة.
وقالت وزارة الطاقة في وثيقة إن متوسط سعر البنزين 95 أوكتان تحدد عند 61100 ليرة لبنانية (40.58 دولارا) لكل 20 لترا، بزيادة قدرها 15900 ليرة، أو ما يعادل 35 بالمئة.
وكشفت الوثيقة أن سعر الديزل تحدد عند 46100 ليرة، بارتفاع 12800 ليرة أو ما يعادل 38 بالمئة.
وقال مصرف لبنان المركزي أمس، إنه سيبدأ فتح خطوط ائتمان لاستيراد الوقود عند 3900 ليرة للدولار، وهو سعر أضعف من المعروض في السابق البالغ 1500 ليرة في إطار برنامج الدعم. لكن متعاملا قال إن الدولار يجري تداوله عند نحو 16700 ليرة اليوم الثلاثاء في السوق الموازية.