تتمنى ياسمين فارس هي وزوجها وأولادهما الثمانية أن يعيشوا حياة طبيعية في كندا، إذ تقيم الأسرة حالياً في مخيم للاجئين بالأردن، حيث أقاموا هناك لمدة عشر سنوات بعد هروبهم من الحرب الدائرة في سوريا.
في حين أن شقيقة ياسمين الأصغر منها، واسمها رنا فارس، وزوجها علي الحمادي وأولادهما حسين وليان، قد تحولوا إلى لاجئين في كندا بعدما تمت عملية تمويل إقامتهم وسفرهم إلى هناك قبل أربع سنوات، حيث صاروا يقيمون ويعملون في منطقة كويشان فالي منذ ذلك الحين.
تتعاون أسرة رنا فارس مع المجمع الفكري في كويشان فالي ليقوم بتمويل عملية استقدام ياسمين وأسرتها إلى كندا، ولكن على ذلك المجمع في البداية أن يقوم بجمع تبرعات بقيمة 60 ألف دولار بموجب شرط وضعته الحكومة الكندية لتقوم بتمويل تلك الأسرة قبل أن يقدم المجمع طلباً خاصاً بذلك.
وعند الحديث إلى ياسمين وزوجها بشار من مخيم اللاجئين في الأردن، أخبرنا الزوجان أن حياتهم في ذلك المخيم لا تشبه الحياة بشيء، حيث ذكرت ياسمين بأنهم ليس لديهم كهرباء، وبأن نظام التعليم الأساسي لا يلبي احتياجات الأطفال، وبأن الرعاية الصحية المقدمة لهم محدودة.
كما ذكرت ياسمين بأن عدم توفر رعاية صحية قد تتسبب بإصابة بشار وولديه محمد وآدم بالعمى بما أنهم يعانون من مرض وراثي في العين، وذلك في حال عدم تلقيهم للرعاية الطبية المناسبة، حيث قالت: "يحتاج بشار وولدي المزيد من المعالجة بالنسبة لعيونهم، ولكن ليس لدينا المال لنقوم بذلك، ولا يسمحون لنا بالعمل هنا، على الرغم من أننا نمارس بعض الأعمال التطوعية، كما أن ابني الكبير قد أنهى دراسته الثانوية لتوه ولا توجد أمامه أي طريقة ليتابع دراسته بما أن الجامعات هنا مكلفة جداً".
تعمل ياسمين في مجال الحلاقة النسائية، أما زوجها بشار فيحمل شهادة جامعية في مجال التربية وهو يدرس اللغة العربية، ولكن في الوقت الذي تتكفل فيه منظمة الأمم المتحدة بأمور إقامتهم بموجب برنامج مخصص للاجئين، يتعين على تلك الأسرة أن تدفع سائر مصاريف الغذاء وغيره وذلك بمبلغ 40 دولاراً يعطى شهرياً لكل فرد من أفراد الأسرة بموجب البرنامج التابع للأمم المتحدة، إلى جانب المبلغ الذي ترسله رنا لهم كل شهر.
تعلق ياسمين على ذلك الوضع بقولها: "لم نعد نطيق صبراً على انتظار موعد السفر إلى كندا، وأول شيء يجب علينا أن نفعله عند وصولنا إلى هناك هو معالجة عيني بشار وعيون طفلينا، إلى جانب تسجيل الأولاد في مدارس ملائمة... لأننا نريد أن نعيش بكل بساطة".
ولكن قبل كل ذلك يتعين جمع مبلغ 60 ألف دولار بشكل كامل، إذ تم جمع 12 ألف دولار منه عبر إحدى الحملات فضلاً عن التبرعات التي قدمها أفراد، وكل تلك التبرعات ستبقى بأمانة المجمع الفكري لمساعدة تلك الأسرة على القدوم إلى كندا.
هذا وستقام حفلتان لجمع التبرعات في وقت لاحق من هذا الشهر من أجل مساعدة تلك الأسرة، إحداهما عبارة عن عشاء سوري أصيل نظمته رنا فارس هي وأسرتها، وستقدم فيه وجبات سورية مميزة من إعدادها وطهيها.
أما الحدث الثاني فهو معرض لحسومات على الكتب سيقام في إحدى الكنائس، حيث سيتم عرض كم كبير من الكتب التي تم جمعها لتباع بأسعار مخفضة على سبيل التبرع من أجل هذه الأسرة.
المصدر: Victor News