خرج عشرات اللبنانيين، اليوم الخميس، باحتجاجات فيما سمّوه "يوم الغضب"، تنديداً بتدهور الوضع المعيشي وانهيار الليرة إلى أدنى مستوياتها.
وبحسب وكالة "الأناضول"، عمد المحتجون إلى قطع كافة الطرقات الرئيسية في العاصمة بيروت وضواحيها، في حين قطع سائقو الشاحنات وسيارات الأجرة بمدينة طرابلس الطرقات الرئيسية فيها، وتلك المؤدية إلى مرفأ المدينة.
وفي صيدا، ندد سائقو سيارات الأجرة بعدم إيجاد الحكومة خطة لمساعدتهم، وسط الارتفاع المستمر لأسعار الوقود.
من جانبها قالت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية إن سائقي مختلف المواصلات العامة والشاحنات قطعوا طريق البقاع شرق البلاد، "التزاماً بدعوى اتحادات النقل البري إلى الإضراب".
ودعا رئيس اتحاد النقل البري، بسام طليس، أول أمس الثلاثاء، إلى "النزول للشارع الخميس، والإعلان عن يوم غضب عارم"، معلناً "عدم تصديق وعود الحكومة".
وأضاف أن "قطع الطرقات ليس لامتصاص غضب الناس، بل لتحقيق مطالبنا، بعد أن قارب سعر صفيحة البنزين الـ 400 ألف ليرة (31 دولارا بالسوق السوداء)، ومستمرون في الإضراب في مختلف المناطق".
وأردف أن "التحرك موجه ضد الحكومة التي لم تف بوعودها بدعم قطاع النقل البري وقمع المخالفات، ولهذا السبب قررنا التصعيد والتحرك".
من جانبه اعتبر رئيس الاتحاد العمالي العام، بشارة الأسمر، أن "يوم الغضب نجح منذ الأربعاء بعد إعلان التضامن الواسع معه والالتزام التام على أرض الواقع، وهذه صرخة للمسؤولين ليقوموا بدورهم وواجباتهم تجاه الشعب".
ولم يصدر تعليق فوري من الحكومة اللبنانية حول هذه الاحتجاجات، في ظل خلافات بين مكوناتها.
وارتفع سعر الدولار الأميركي مقابل الليرة اللبنانية إلى مستوى تاريخي جديد، قرب 33 ألف ليرة للدولار الواحد في تعاملات السوق غير الرسمية، في الوقت الذي ما يزال فيه سعر صرف الدولار في مصرف لبنان المركزي عند حدود 1510 ليرات لكل دولار.
وانعكس انهيار العملة الوطنية على أسعار المواد الغذائية والمحروقات والأدوية الذي ارتفع بشكل كبير، مقابل انخفاض القدرة الشرائية لدى الشعب.
ومنذ عامين، يعاني لبنان أزمة اقتصادية غير مسبوقة أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، فضلاً عن شح في الوقود والأدوية، وانهيار القدرة الشرائية.