شهد شمال غربي سوريا يوماً دامياً أمس الإثنين، راح فيه 38 مدنياً بين قتيل وجريح، إثر تفجير إرهابي بسيارة مفخخة استهدف مدينة عفرين، وانفجار مجهول السبب قرب جرابلس، بريف حلب، فيما تعرض مدنيون يجمعون الحطب غربي إدلب لاستهداف بصاروخ موجه من قبل قوات النظام وروسيا، ويأتي هذا التصعيد في وقت باتت المنطقة هي الملاذ الأخير لأكثر من 4 ملايين مدني أكثر من نصفهم مهجّرون بسبب هجمات قوات النظام وروسيا.
واستهدفت سيارة مفخخة الإثنين 11 تشرين الأول، مدخل السوق الشعبي وسط مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، ما أدى لمجزرة راح ضحيتها 5 مدنيين بينهم امرأة، فيما أصيب 22 آخرون بجروح بينهم حالات حرجة.
وقال الدفاع المدني إن فرقه أسعفت المصابين وانتشلت جثث الضحايا (بينها جثتان مجهولتا الهوية) وأخمدت النيران الناتجة عن الانفجار، وخلف الانفجار دماراً كبيراً في ممتلكات المدنيين والمحال التجارية والمنازل.
ومطلع شهر أيلول الماضي ضرب انفجار مماثل مدينة عفرين راح ضحيته رجل وامرأة وأصيب 3 مدنيين، كما شهدت المدينة انفجارين بعبوات ناسفة في 14 و23 أيلول من دون تسجيل إصابات في صفوف المدنيين.
وبالتزامن مع السيارة المفخخة التي ضربت مدينة عفرين، ضرب انفجار مجهول السبب منزلاً في منطقة الدابس قرب جرابلس بريف حلب الشرقي، ما أدى لمقتل 3 مدنيين بينهم امرأتان فيما جرح 6 مدنيين بينهم طفل وامرأتان.
165 حادثة انفجار بالسيارات المفخخة خلال أيلول
ومنذ بداية هذا العام حتى نهاية شهر أيلول الماضي استجابت فرق الدفاع المدني السوري لـ 165 حادثة انفجار ضربت شمال غربي سوريا من ضمنها حوادث السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والانفجارات مجهولة المصدر، تسببت تلك الهجمات بمقتل أكثر من 76 شخصاً، من بينهم 12 طفلاً و5 نساء، فيما تمكنت فرقنا من إنقاذ أكثر من 45 شخصاً أصيبوا على إثر تلك الانفجارات، وأغلب تلك التفجيرات كانت في مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي (عفرين والباب وجرابلس).
وبعد التفجيرين اللذين شهدهما ريف حلب، لم يكن ريف إدلب أفضل حالاً، إذ قتل 3 مدنيين وأصيب آخر بجروح خطيرة من جراء استهدافهم من قبل قوات النظام وروسيا بصاروخ موجه في أثناء عملهم بجمع الحطب في محيط بلدة التفاحية بريف إدلب الغربي.
واستجابت فرق الدفاع المدني السوري خلال الحملة العسكرية التي بدأت مطلع شهر حزيران، حتى نهاية شهر أيلول، لأكثر من 650 هجوماً من قبل قوات النظام وروسيا على منازل المدنيين في شمال غربي سوريا، وتسببت تلك الهجمات بمقتل أكثر من 128 شخصاً، من بينهم 45 طفلاً و 23 امرأة، بالإضافة إلى متطوعين اثنين في صفوف الدفاع المدني السوري، فيما أنقذت الفرق خلال ذات الفترة أكثر من 345 شخصاً أصيبوا في تلك الهجمات، من بينهم 86 طفلاً وطفلة.
وتضاعفُ هذه الهجمات سواء بالسيارات المفخخة أو قصف قوات النظام وروسيا، معاناة المدنيين مع اقتراب فصل الشتاء والانتشار الكبير لفيروس كورونا وتهديده حياة أكثر من 4 ملايين مدني، وتعتبر هذه الهجمات انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني، بينما يتقاعس المجتمع الدولي عن محاسبة مرتكبيها ليبقى السوريون تحت ضرباتها دون أن يجدوا ملاذاً آمناً يحميهم منها ويبقى حلمهم بالعيش بسلام بعيد المنال.