رفع مشجعون نمساويون لافتة تحمل عبارة معادية للاجئين والأجانب، خلال مباراة منتخبهم الوطني ضد بولندا، التي جرت مساء الجمعة في الملعب الأولمبي بالعاصمة الألمانية برلين، ضمن نهائيات كأس أمم أوروبا لكرة القدم "يورو 2024".
وقبل وقت قصير من نهاية المباراة التي فاز فيها منتخب النمسا على نظيره البولندي بنتيجة 3-1، رفع مشجعون نمساويون لافتة مكتوب عليها عبارة "الدفاع عن أوروبا"، التي تتبناها "حركة الهوية" اليمينية المتطرفة كعنوان لحملتها في التجييش ضد اللاجئين والأجانب في أوروبا.
وقالت شبكة (rbb24) الإخبارية الألمانية، إن "اللافتة التي رُفعت لمدة دقيقتين تقريباً في منطقة المشجعين النمساويين على يسار مرمى الماراثون، أثارت ضجة كبيرة". وعلّق الاتحاد النمساوي لكرة القدم (ÖFB) على الموضوع ونأى بنفسه بوضوح عن رسالة اليمين المتطرف.
وقال الاتحاد النمساوي في بيان يوم السبت إنه "يشعر بقلق شديد من دخول مثل هذه اللافتة إلى الملعب على الرغم من الضوابط الصارمة" مضيفاً أن "المنتخب الوطني والاتحاد يدافعان بوضوح عن التسامح والتنوع والاندماج في جميع مجالات مجتمعنا، ولا يمكن أن تُعزى اللافتة إلى المشجعين المنظمين للمنتخب الوطني".
وأوضح أن "ممثلي مشجعي الاتحاد تدخلوا على الفور وقاموا بتوثيق هذا العمل الذي استمر نحو دقيقتين قبل نهاية المباراة بوقت قصير ويجري العمل الآن على توضيح هوية الأشخاص المتورطين".
وأضاف أن "مثل هذه الرسائل التحريضية لا مكان لها في قطاع مشجعي المنتخب الوطني، ومنذ سنوات يتخذ الاتحاد النمساوي لكرة القدم موقفاً ضد التطرف ويقوم بكثير من العمل الوقائي، لأن هذا يتناقض بشكل صارخ مع جميع القيم التي يجسدها الاتحاد".
"حركة الهوية" اليمينية المتطرفة
وبدأت "حركة الهوية" اليمينية المتطرفة في فرنسا عام 2012، وفي العام نفسه تم تأسيس فرعها في النمسا. ووفقاً لـ "المركز الأوروبي لدراسات مكافحة التطرف" فإن "هذه الحركة ليست منظمة يمينية متطرفة فحسب، بل هي أيضاً حركة فاشية، وبعض رموزها كانوا أعضاء في جماعات النازيين الجدد".
وتُقدر السلطات أعداد أتباع "حركة الهوية" في النمسا بنحو 300 شخص، في حين يقول مؤسس الحركة إنهم بالآلاف، تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عاماً، ولها فروع في جميع أرجاء القارة، وترفع شعار "الدفاع عن أوروبا" لمحاربة الهجرة والتجييش ضد اللاجئين. كما تدعو إلى الإغلاق الفوري لجميع الحدود، وتنظر إلى الهجرة على أنها تهديد شامل. وفقاً للمكتب الألماني لحماية الدستور.
وفي شهر أيار 2017 أسست الحركة موقعاً إلكترونياً تحت اسم "defend Europe" (الدفاع عن أوروبا) لاستهداف قوارب إنقاذ اللاجئين. وقالت في بيان إن "القوارب المحملة بالمهاجرين غير الشرعيين تغمر الحدود الأوروبية، مما يعرض بلادنا للغزو". وأضافت أن "هذه الهجرة الهائلة تغير ملامح قارتنا، حيث نفقد سلامتنا، وأسلوب معيشتنا تدريجياً، وهناك خطر محدق بنا ويجعلنا عرضة لأن نصبح، نحن الأوروبيين، أقلية في أوطاننا الأوروبية".