icon
التغطية الحية

ينافس طريق التنمية التركي.. اجتماع صيني كويتي لإحياء ميناء مبارك الكبير

2024.06.01 | 20:20 دمشق

الصيني شي جينبينغ
الرئيس الصيني شي جين بينغ يلتقي أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد في مدينة هانغتشو، 2023 ـ إنترنت
 تلفزيون سوريا ـ وكالات
+A
حجم الخط
-A

أجرى وفد صيني مع مسؤولين كويتيين، هذا الأسبوع، "مناقشات فنية وميدانية معمقة" حول إحياء ميناء مبارك الكبير ومشاريع أخرى، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الكويتية الرسمية "كونا".

وجاء إحياء المشروع، بعد نحو 10 سنوات من توقف البناء عندما كان الميناء مكتملًا جزئيًا فقط، مدفوعا جزئيا بخطة العراق الطموحة لبناء شبكة طرق وسكك حديدية بقيمة 17 مليار دولار لتعزيز التجارة في المنطقة، حيث تعمل تركيا وقطر والإمارات العربية المتحدة على هذا الاقتراح، بينما يتم تجاوز الكويت. وفق وكالة بلومبيرغ الأميركية.

وقالت كريستين سميث ديوان، الباحثة البارزة في معهد دول الخليج العربية في واشنطن: "لقد أصبح من الواضح أنه إذا لم تمض الكويت قدما فستتخلف عن الركب، وهذا يحدث بالفعل".

تعليق البرلمان ودفع المشاريع المتوقفة

الكويت حليف رئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وواحدة من أغنى دول العالم بفضل احتياطياتها النفطية الوفيرة. ومع ذلك، فإن أهدافها التنموية ظلت تعاني طويلًا من الاضطرابات السياسية، والتي تجلت مؤخرًا في تعليق الأمير للبرلمان.

قد يكون إحياء خطة الميناء إشارة إلى أن الأمير، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، يخطط لاستخدام التعليق لدفع المشاريع المتوقفة بسبب الخلافات بين النواب والوزراء.

ويوم الثلاثاء، قال رئيس الوزراء إن البلاد على وشك الشروع في "عدد ضخم" من مشاريع التنمية.

ولا تزال هناك عقبات كثيرة، إذ يوجد بالفعل العديد من الموانئ الرئيسية في الخليج العربي، بما في ذلك تلك الموجودة في دبي وأبوظبي. كما أن اقتصاديات سوريا وإيران — التي كان الميناء موجهًا في البداية لخدمتها — تعرضت للدمار بسبب الحروب والعقوبات الغربية، مما قلل من فوائد أي ممر تجاري معها.

ويمثل ميناء مبارك الكبير أيضًا منافسة مباشرة لميناء الفاو العراقي القريب، وقد ألغت بغداد اتفاقًا بحريًا كان يمنح الكويت الوصول عبر ممر خور عبد الله المائي، مما تسبب في نزاع بين البلدين.

وقالت ديوان: "تركز الكويت تخطيطها الاستراتيجي على مشروع الميناء الشمالي والمدينة، الذي سيشجع التنمية القائمة على التجارة ويأمل أن يعزز قيادتها في شمال الخليج.. وسيكون ذلك مستحيلًا إذا لم تُحل المشكلة البحرية مع العراق".

طريقة التنمية التركية ـ العراقية

في شباط الماضي، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوادني، إن بلاده تبنّت مشروع طريق التنمية، وهو الممر الاقتصادي الكبير الذي يربط ميناء الفاو الكبير نحو أوروبا عبر تركيا، وصولاً إلى ميناء روتردام في هولندا.

وأضاف السوداني، أن "ميناء الفاو الكبير سيشهد النور والافتتاح في منتصف 2025، وقد رست إحدى البواخر رسوّاً تجريبياً على أحد أرصفته الخمسة"، وفق وكالة الأنباء العراقية "واع".

وسيربط "طريق التنمية" أو كما يصفه الرئيس التركي "طريق الحرير الجديد"، تركيا بميناء الفاو في الخليج العربي بخط سكة حديد وطريق سريع بطول 1200 كيلومتر. وسيحقق المشروع منافع مشتركة من خلال التأثير على منطقة واسعة من أوروبا إلى دول الخليج.

ويمر الطريق بمدن عراقية مهمة مثل الديوانية والنجف وكربلاء وبغداد والموصل ويصل إلى تركيا ومنها إلى أوروبا.

وبحسب وسائل إعلام تركية، تتزايد يوما بعد يوم أهمية الممر الأوسط الذي يمثل أهمية استراتيجية لإحياء طريق الحرير التاريخي والذي يبدأ من تركيا ويصل إلى القوقاز ويمر ببحر قزوين وبتركمانستان وكازاخستان ويصل إلى آسيا الوسطى والصين. 

ويحتل الممر الأوسط، الذي يشكل بديلاً لـ "الممر الشمالي" الذي يضم روسيا و"الممر الجنوبي" الذي يضم إيران، مكانة مهمة في التكامل بين الصين وأوروبا. ويعد هذا الخط الممتد من بكين إلى لندن قلب حركة تجارية تبلغ قيمتها أكثر من 600 مليار دولار سنويا.