قالت صحيفة "حرييت" التركية، أمس الثلاثاء إن ممثل الادعاء التركي طالب بإصدار أحكام بالسجن 80 عاما بحق 27 مشتبها به، أخذوا أطفالا سوريين من عائلاتهم بحجة العمل في تركيا وأجبروهم على التسول في شوارع إسطنبول.
ورفعت دعوى قضائية ضد المتهمين بارتكاب جرائم سلب الحرية والاتجار بالبشر وتأسيس وقيادة منظمة إجرامية، كما تضمنت لائحة الاتهام تفاصيل مروعة حول 44 طفلاً أجبروا على التسول في الشوارع.
وذكر طفل يبلغ من العمر 12 عاماً من مدينة حلب، في شهادته أن سيارة صدمته وكسرت ساقه خلال تسوله في الشوارع، لكن أحد أفراد العصابة اختطفه من المستشفى قبل معالجته خوفا من وصول الشرطة.
وأوضح الطفل الذي لم يُكشف عن اسمه، أنه أجبر على التسول بعد خروجه من المستشفى، مشيراً إلى أنه كان يتعرض للضرب على أيدي أفراد العصابة عندما يحضر أقل من 100 ليرة تركية (نحو 12.30 دولاراً أميركياً) في اليوم.
وقال طفل آخر يبلغ من العمر 12 عاماً، والذي باعته عائلته مقابل 100 ألف ليرة سورية (نحو 20 دولاراً)، إن العصابة التي اشترته من عائلته باعته لقائد عصابة آخر مقابل 5000 ليرة تركية (نحو 630 دولاراً) بعد وصوله إلى إسطنبول بستة أشهر.
وأشار الطفل إلى أنه كان يتلقى 2 ليرة تركية (0.25 دولار) من أحد أفراد العصابة كل يوم، وكان يتسول من أصحاب المركبات عند إشارات المرور منذ الصباح حتى منتصف الليل في منطقة (زيتين بورنو/ ZEYTİNBURNU)، وهو حي مزدحم في إسطنبول.
وبحسب صحيفة "صباح" التركية فإن العصابة تحقق دخلاً شهرياً يقدر بنحو 300 ألف ليرة تركية عبر إجبار الأطفال على العمل في التسول، وإن الطفل يتعرض للضرب في حال جاء في نهاية اليوم ولم يجمع مبلغاً وقدره 100 ليرة تركية.
وفي أيلول الفائت، حرّرت قوى الأمن الداخلي التركية 68 طفلاً سورياً من أيدي "منظمة إجرامية"، يديرها مجموعة من السوريين، أجبَروا الأطفال على التسول في مدينة إسطنبول، حيث استأجرت العصابة أطفالاً من عائلات سورية فقيرة، وأحضرتهم بشكل غير قانوني إلى إسطنبول، واحتجزتهم قسراً، وأجبرتهم على التسول.