أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تقريراً أمس الخميس، كشفت فيه عن سيناريوهات تدرسها سلطات الاحتلال بخصوص حركة "حماس"، ومنها مغادرة قادة الحركة لقطاع غزة، فيما يشبه مخطط إخراج القيادات الفلسطينية من بيروت عام 1982، ضمن ما بات يُعرف بنموذج "بيروت 1982".
وبحسب التقرير، يتم حالياً -في إسرائيل والمجتمع الدولي- تداول أفكار من شأنها تقصير العملية العسكرية على القطاع، بطريقة تتيح سقوط حماس في غزة بسرعة، والنظر في إمكانية خروج عناصر الجناح العسكري لحركة حماس من القطاع بموافقة إسرائيل، بمن فيهم قادتها، مقابل الحفاظ على حياتهم والإفراج عن جميع المختطفين.
يطابق هذا الإجراء نموذج "بيروت عام 1982"، حين غادر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلى تونس في أعقاب عملية "سلامة الجليل" واحتلال الجيش الإسرائيلي العاصمة اللبنانية. وقد طُرحت هذه القضية في وسائل الإعلام في الأسابيع الأخيرة، وفق التقرير الذي أشار إلى أن المقترح تمت مناقشته في العديد من المنتديات الرفيعة والأساسية في إسرائيل، بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أبدى اهتماماً كبيراً به، وطلب مزيداً من التفاصيل حول هذا الموضوع.
خطة الاحتلال الإسرائيلي لما بعد حماس
وترى الصحيفة العبرية أن إسرائيل، في حرب الـ7 من تشرين الأول، لا يُمكن لها الاكتفاء بصورة النصر، مشيرة إلى أنها بحاجة إلى ما وصفته بـ "نصر حقيقي". كما أوضح التقرير أن "هزيمة حماس تتحول من هدف تكتيكي مباشر إلى استراتيجية طويلة الأمد بالنسبة لإسرائيل، وهي الاستراتيجية التي ستعمل من خلال منطقة أمنية، مع زرع الألغام على طول حدود غزة، وفرض ضغوط مستمرة، وهذا يبدو مؤسفاً ونموذجاً آخر من جنوب لبنان".
وتتساءل الصحيفة في ختام تقريرها: إذا كان جيش الدفاع الإسرائيلي قد أعلن بأن "جنوبي" قطاع غزة منطقة إنسانية آمنة، فلماذا لا يحصن قادة حماس أنفسهم في مخابئهم هناك، على مسافة ليست بعيدة عن رفح، ويرفضون ببساطة المغادرة؟ زاعمة أن الفلسطينيين أو الرغبة في إنهاء الحرب لا يشكلون اعتباراً لدى حماس. وتتابع تساؤلها بالقول: وإذا جاءت اللحظة التي قد تفكر فيها حماس في الاستسلام، ألن يدخل "حزب الله" في الحرب على أية حال، ويقلب كل شيء رأساً على عقب خوفاً من سابقة خطيرة من الهزيمة؟ على حد قولها.
نموذج بيروت 1982 وانعكاساته على الفلسطينيين
يذكر أن نموذج بيروت (آب 1982) لم يقتصر على القيادات فحسب، وإنما انعكست آثاره الكارثية على غالبية الفلسطينيين، العزّل، المقيمين في لبنان عقب إجبار قوات منظمة التحرير الفلسطينية و"الفدائيين" على الخروج من الأراضي اللبنانية إلى دول مجاورة، كسوريا والأردن والعراق واليمن وتونس والجزائر وقبرص واليونان. ولعل مذبحة صبرا وشاتيلا بحق المدنيين الفلسطينيين -بعد أقل من شهر على خروج القيادات- كانت في مقدمة تلك الآثار الكارثية.