قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إن "قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال زيارة سرية للقاهرة، قبل يوم من الانقلاب العسكري في السودان".
ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مصادر مطلعة (لم تسمّها) أن "قائد الجيش السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، أجرى سلسلة تحركات جيوسياسية جريئة قبل يوم واحد من الانقلاب".
وأوضحت أنَّ "البرهان طمأن جيفري فيلتمان، المبعوث الأميركي إلى السودان، بأنه لا ينوي الاستيلاء على السلطة، ثم استقل طائرة متوجهة إلى العاصمة المصرية القاهرة، لإجراء محادثات سرية، لضمان حصول مؤامرته على دعم إقليمي".
وأضافت أن "البرهان التقى في القاهرة بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وقدم له الأخير تطمينات (لم تحددها) خلال الزيارة السرية، وما إن عاد الأخير إلى السودان حتى بدأ اعتقال مسؤولين مدنيين وحل الحكومة".
وذكرت المصادر أن "رئيس المخابرات (العامة) المصرية، عباس كامل، زار الخرطوم قبل الانقلاب، والتقى البرهان وتفادى لقاء رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك".
وأردفت أن "كامل قال للبرهان: حمدوك يجب أن يرحل، معرباً عن استياء القاهرة من حمدوك بسبب انفتاحه على إثيوبيا في قضية سد النهضة"، وفق المصادر.
وفي 25 من تشرين الأول الفائت أعلن البرهان حالة الطوارئ، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وإعفاء الولاة، وتعليق العمل ببعض بنود الوثيقة الدستورية الخاصة بإدارة المرحلة الانتقالية.
وقبل ساعات من هذه القرارات، نفذت السلطات سلسلة اعتقالات شملت قيادات حزبية ووزراء ومسؤولين، بينهم رئيس الحكومة، عبد الله حمدوك، الموجود حالياً قيد الإقامة الجبرية.
ودعت عدة قوى سياسية، في بيانات منفصلة، المواطنين إلى التظاهر وتنفيذ عصيان مدني شامل، كما دانت دول ومنظمات إقليمية ودولية قرارات البرهان، ودعت إلى الهدوء وعدم التصعيد والالتزام بخريطة المرحلة الانتقالية.
وقبل إجراءات البرهان، كان السودان يعيش، منذ 21 من آب 2019، فترة انتقالية تستمر 53 شهراً تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام في 2020.