قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إن موسكو لعبت دور الوساطة في اتفاق عودة العلاقات بين المملكة العربية السعودية والنظام السوري.
وذكرت، نقلاً عن مصادر مطلعة على المناقشات، أن روسيا توسطت في الاتفاق المبدئي حين زار رئيس النظام بشار الأسد موسكو الأسبوع الماضي، تبعها زيارة "مسؤولين بارزين" في النظام السوري إلى السعودية.
وأضافت الصحيفة في تقريرها أن الاتفاق، في حال التوافق عليه، "سيشكل خطوة هامة في إعادة دمج النظام السوري ورئيسه بشار الأسد بمحيطه"، وسيكون ملف تعويم النظام وإعادة إعمار سوريا على جدول أعمال القمة العربية المقبلة المقررة في السعودية.
وأشار المصدر إلى أن "المفاوضين يهدفون إلى إبرام اتفاق قبل زيارة محتملة لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى دمشق بعد عطلة عيد الفطر في أواخر نيسان. لكنهم حذروا في الوقت نفسه من احتمالية انهيار المحادثات".
إيران دفعت باتجاه إبرام الاتفاق
وبيّن أن إيران "شجّعت النظام السوري على إبرام الاتفاق مع السعودية بعد أن وافقت بدورها على استئناف العلاقات الدبلوماسية مع المملكة عقب توقف دام 7 سنوات".
وبحسب الصحيفة فإن المملكة تريد "حل قضية المعتقلين السعوديين الذين سبق أن انضموا للمجموعات الجهادية في سوريا"، من دون ذكر تفاصيل إضافية.
من جانبه، طلب النظام السوري من المملكة المساعدة في "قطع التمويل عن الفصائل المقاتلة في سوريا"، بحسب المصدر ذاته.
ما شروط #السعودية للمصالحة مع #الأسد؟
— تلفزيون سوريا (@syr_television) March 24, 2023
إليك سير العلاقة من العداء والخصومة إلى التهدئة والمصالحة#تلفزيون_سوريا #نيو_ميديا_سوريا pic.twitter.com/wVRuyGQegZ
تطبيع العلاقات بين السعودية والنظام السوري
وكانت قناة الإخبارية السعودية الرسمية قد قالت، أمس الخميس، إن المملكة تجري محادثات مع النظام السوري لاستئناف تقديم الخدمات القنصلية بين البلدين".
وجاء ذلك بعد ساعات من كشف وكالة "رويترز" عن إبرام اتفاق بين السعودية والنظام السوري لمعاودة فتح سفارتيهما.
ونقلت الوكالة آنذاك عن دبلوماسي خليجي – لم تذكر هويته – قوله إن "مسؤولاً رفيع المستوى في المخابرات السورية زار الرياض ومكث فيها عدة أيام جرى خلالها التوصل لاتفاق فتح السفارات".
من جانبه ذكر أحد المصادر الإقليمية أن المسؤول الأمني المذكور هو حسام لوقا، الذي يرأس "لجنة المخابرات السورية"، وأن المحادثات في الرياض شملت الأمن على الحدود السورية مع الأردن وتهريب الكبتاغون إلى الخليج العربي.
وكان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان قال في وقت سابق إن "الوضع القائم في سوريا غير قابل للاستدامة، وأي مقاربة جديدة ستتطلب حواراً لا محالة مع حكومة دمشق".
يشار إلى أن النظام السوري يحاول جاهداً أن يعيد علاقاته السابقة مع الدول العربية وعلى رأسها السعودية، باعتبار أن الأبواب موصدة أمامه غربياً، في ظل إصرار الولايات المتحدة على سياستها تجاهه ومواصلة فرض العقوبات على النظام وحلفائه الإيرانيين والروس.