قالت وكالة "تاس" الروسية نقلا عن "مصدر دبلوماسي في موسكو" قوله إن "ممثلا عن جهاز الاستخبارات السرية البريطاني (MI6) أجرى مؤخرا لقاء مع زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني في سوريا".
وقال المصدر، في حديث للوكالة الروسية، اليوم الإثنين إن المسؤول البريطاني هو المبعوث الخاص البريطاني السابق إلى ليبيا، جوناثان باويل.
وأردف "تفيد المعلومات الواردة بأن استخبارات بعض الدول الغربية ترتب اتصالات بطريقة غير مباشرة بل ومباشرة مع تنظيمات إرهابية دولية ناشطة في سوريا".
وأوضح المتحدث أن اللقاء أجري منذ بعض الوقت في منطقة إدلب لخفض التصعيد بالقرب من معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية، مشيرا إلى أن المحادثات كان في صلبها موضوع إمكانية شطب اسم "هيئة تحرير الشام" من قائمة التنظيمات الإرهابية.
وفي تفاصيل الاجتماع الذي تتحدث عنه "تاس" فإن الجانب البريطاني اقترح على "هيئة تحرير الشام" إعلان "التخلي عن مواصلة عمليات التقويض ضد الدول الغربية وإقامة تعاون وثيق معها"، كما عُرض على الجولاني نصيحة إجراء مقابلة مع أحد الصحفيين الأميركيين لتشكيل سمعة إيجابية لـ "تحرير الشام".
وتصنف روسيا كما الولايات المتحدة الأميركية "هيئة تحرير الشام" ضمن قوائم الإرهاب لديها، ودائما ما تستخدم روسيا أذرعها الإعلامية لضخ معلومات عن استعداد "تحرير الشام" لشن هجوم بالسلاح الكيماوي أو الغازات السامة على قاعدة حميميم الروسية في الساحل السوري.
ومؤخرا أكثر الجولاني من ظهوره بين المدنيين وفي الأسواق ومحال الطعام وفي المسابقات التي يتم فيها تكريم الأطفال ومع شيوخ العشائر، محاولا إيصال رسائل إلى الخارج، وخاصة إلى أميركا التي حددت جائزة قيمتها 10 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن مكانه.
وأدرجت وزارة الخارجية الأميركية في أيار من العام 2013 اسم الجولاني ضمن قائمة المنع الخاصة بالإرهابيين العالميين.
كما وضعت لجنة العقوبات الخاصة بتنظيم "الدولة" و"القاعدة"، التابعة لمجلس الأمن الدولي، اسم الجولاني في قائمة الإرهابيين الخاضعين للعقوبات منذ تموز من العام 2013، مما جعله عرضة لتجميد الأصول الدولية وحظر السفر، وكذلك حظر توريد الأسلحة.
ومطلع العام الحالي، أجرى الصحفي الأميركي، مارتن سميث، مقابلة مع الجولاني في إدلب.
ونشر سميث عبر حسابه على موقع "تويتر" صورة للقاء، عقب زيارته التي استمرت لثلاثة أيام.
الجولاني قال خلال المقابلة إن تصنيفه على قوائم الإرهاب من قبل أميركا والأمم المتحدة ودول أخرى، "غير عادل وسياسي"، داعياً إلى إزالة اسمه من تلك القوائم، كما ذكر أن ارتباط "تحرير الشام" بـ "تنظيم القاعدة" انتهى، وأن تنظيمه لا يشكل أي تهديد للولايات المتحدة أو أوروبا.
وعند سؤال "الجولاني" عن اعتقال "تحرير الشام" للصحفيين والناشطين وتعذيبهم، أوضح أن الأشخاص الذين احتجزتهم الهيئة هم "عملاء للنظام أو للروس، أو عناصر من تنظيم الدولة، ومتهمون بالتفجيرات في المنطقة"، وفي الوقت نفسه رفض التقارير الحقوقية التي تقول إن "تحرير الشام" تلاحق منتقديها، أو تعذب المعتقلين.