لم يعد لمنزل محمد أبو ستة سقف وأبواب وشبابيك، كل ما في المنزل انقلب رأسا على عقب في دقائق معدودة، بعدما تطايرت قطع إسمنتية على الكرفان الذي يعيش بداخله مع عائلته، إثر قصف إسرائيلي طال الحي الذي يقطن فيه في مدينة خانيونس شرق قطاع غزة.
لم تسلم الأبراج والوحدات السكنية من القصف الإسرائيلي فكيف حال الكرفان؟ تساؤل يراود محمد الذي أخذ يتجول في منزله المتنقل والذي هو عبارة عن "كرفان" مصنوع بشكل كامل من ألواح الصفيح، محاولًا لملمة ما يمكن لملمته من أثاث بكل حسرة وألم.
يقول الأربعيني محمد أبو ستة،" دمر الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوان 2014 المنزل الذي استأجرته ولم يتم تعويضي بشيء سوى بأربعة كرفانات من قبل وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة، وعاد الاحتلال لاستهداف الكرفان في العدوان الأخير على القطاع 2021."
مرت حياة أبو ستة بمنعطفات قاسية بدءاً بخروجه من سوريا بسبب الحرب وفصول التشرد وصولًا إلى غزة، ومعايشته لأكثر من حرب في القطاع منذ دخوله عام 2012.
وقفة احتجاجية هي الأولى بعد العدوان
تجمع عدد من اللاجئين السوريين أمام مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، في وقفة احتجاجية هي الأولى بعد العدوان الأخير على القطاع والذي استمر 11 يومًا، للمطالبة بحقوقهم المسلوبة منذ عام 2018، المتمثلة في تراجع الأونروا عن دفع بدل الإيجار للعائلات القادمة من سوريا، إضافة إلى ضرورة التخفيف من معاناتهم التي تضاعفت من جراء العدوان على القطاع.
تقول تغريد الخالدي وهي عضو في لجنة متابعة شؤون القادمين من سوريا إلى غزة، إن ضرراً مادياً كبيراً لحق بالعائلات القادمة من سوريا، فالحرب كانت على الجميع، ومعظم العائلات اضطرت للخروج من منازلها إما بسبب قصفه أو قصف في الحي، وبذلك تكون العائلات تركت بدل إيجار يتراكم عليها، وفتحت بدل إيجار آخر في منزل آخر، وهو ما ضاعف من أزمة بدل الإيجار.
مطالب قديمة جديدة
ولا تخفي ولاء عليان ما تعيشه من معاناة، حيث تقول لتلفزيون سوريا: "عندما كانت الأونروا توفر لنا بدل الإيجار كانت حياتنا أفضل وفيها استقرار أكثر، لكن عندما امتنعت أصحبت حياتنا صعبة".
طالبت عليان بحقها الشرعي في أن يكون لها منزل مستقر، تعيش مع عائلتها بكرامة مثل باقي الناس.
وتضيف بأن بدل الإيجار الذي تراجعت عنه الأونروا هو حق لهم، وعلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" أن تتحمل مسؤولية كل لاجئ فلسطيني في دول الشتات.
ويذكر أن قرابة 150 عائلة سورية لاجئة في غزة تفاقمت أوضاعهم بعد العدوان على غزة، إضافة إلى وقف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في يونيو/ حزيران 2018م صرف مبلغ 200 دولار كبدل إيواء لتلك العائلات التي تعيش معظمها في بيوت بالإيجار.