مع مواصلة عداد ضحايا زلزال سوريا وتركيا الارتفاع، تجمع أهالي مدينة أوكلاند بولاية كاليفورنيا الأميركية في ساعة مبكرة من مساء يوم الثلاثاء في وقفة بالشموع تعبيراً عن حزنهم على الضحايا وتضامنهم مع من تضرروا بسبب الزلزال.
نظم هذه الوقفة التضامنية متخصصتان في مجال الرعاية بالصحة النفسية والعقلية من أبناء تلك المدينة، وهما خلود ناصر وهي معالجة نفسية لبنانية، ونيرمين سويالب باحثة في دراسات الصدمة الجمعية ومعالجة نفسية تركية. كما تم توزيع نشرات عبر وسائل التواصل الاجتماعي يوم الاثنين في دعوة لهذه الوقفة التضامنية، إلى جانب منشور كتبته خلود ناصر عن المناسبة، جاء فيه: "من المؤلم أن نشاهد من بعيد ما يجري في مكان لا يمنعنا كل ما حولنا، نحن في الشتات، من الوقوف دقيقة صمت حزناً على الضحايا واعترافاً بمأساتهم. ولهذا آمل أن نتمكن جميعاً من إفساح المجال للحزن الجامع أينما كنا، لأني أؤمن بقوة الحزن الجامع وأهميته في شفائنا وبقائنا على قيد الحياة".
بعد مرور عشرة أيام على وقوع زلزال مدمر وهزات ارتدادية في تركيا وسوريا، ماتزال فرق الإنقاذ تنتشل الضحايا من بين الركام، ولهذا بلغ عدد القتلى الموثقين في كلا البلدين أكثر من 40 ألفاً يوم الأربعاء.
حضر نحو عشرين شخصاً الوقفة التضامنية عند الساعة الخامسة مساء بحديقة Snow Park، حيث شكلوا دائرة حول ناصر وسويالب اللتين قدمتا نفسيهما للناس وتحدثتا عن المأساة التي وقعت، وهما تحملان لوحة ثبتت عليها صور الدمار ورسالة كتبت بخط اليد جاء فيها: "لأرواح من خسرناهم من أحبائنا في تركيا وسوريا".
منظمتا الوقفة التضامنية: خلود ناصر (إلى اليسار )ونيرمين سويالب (إلى اليمين) وهما تتحدثان إلى الحاضرين عن الهدف من هذه الوقفة
بدأت ناصر الحديث بقولها: "ولدت في الشتات، لذا من الصعب علي فهم حدث إنساني جلل وكبير كهذين الزلزالين اللذين هزا تركيا وسوريا" إذ ستكون لهذا الزلزال تبعات طويلة الأمد على المستوى السياسي والروحي والإنساني، وهذا ما دفعها لتضيف: "لذا فإن إفساح المجال للحزن الجامع ولمحاولة استيعابه مع الناس أمر مهم".
ثم شجعت سويالب الحاضرين على الاعتراف بألمهم حيال المأساة مع إفساح المجال للعلاج الذي باتوا بحاجة إليه، ولهذا قالت: "تلطفوا بأنفسكم، إذ بوسعكم أخذ قسط من الراحة".
صورة لمن حضر الوقفة التضامنية تكريماً لضحايا الزلزال الذي هز سوريا وتركيا
ومن حديقة Snow Park توجه الحشد في مسيرة بطيئة إلى أن وصلوا إلى مدرج مسرح Lake Merritt حيث حمل البعض وروداً وشموعاً، فيما حملت إحداهن العلم التركي.
الحشد في مسير بطيء نحو مدرج مسرح Lake Merritt
أحد الحاضرين وهو يحمل وروداً وشمعة
عند الوصول إلى المدرج، جمع الحشد أشياءهم وأضاءوا شموعهم فوق مذبح أقاموه هناك ووقفوا دقيقة صمت على أرواح الضحايا.
دقيقة صمت على أرواح من رحلوا بسبب زلزال سوريا وتركيا
بعد ذلك خطب بعض الناس في الحشد، كان بينهم جيغدام جوغور من أضنة وهي إحدى المدن التركية التي تضررت بسبب الزلزال، فقالت: "بالحب وحده سنشفى"، ثم أخبرت الحاضرين بأنها ما تزال قلقة على سلامة أهلها وأحبابها في تركيا، حيث قالت: "أهلي وأصدقائي هناك، إلا أن المدن أصبحت مظلمة ولم يعد فيها أي طعام، كما أني لست على يقين من أن البنية التحتية ماتزال تعمل".
مذبح لتكريم ضحايا الزلزال
المصدر: Oakland Side