قبل خمس سنوات تقريباً، فرت أسرة ياسين ضبية من سوريا التي مزقتها الحرب لتعيش حياة أفضل في كندا.
واليوم تواجه الأسرة رعباً لا يوصف وهي تراقب ابنها وهو يتحول لأصغر شخص في منطقة لندن توفي بعد تشخيص إصابته بكوفيد-19.
فقد عمل ياسين، 19 عاماً، كعامل تنظيف بموجب عقد لدى دار رعاية في ديلاوير بولاية أونتاريو، وفارق الحياة بعد إصابته بالفيروس، بحسب ما ذكر محمد فقيه وهو رجل أعمال ومحسن كبير تحدث إلى والد الشاب، إذ يخبرنا فقيه، المدير التنفيذي لشركة Paramount Fine Foods الذي تواصل مع تلك الأسرة التي فجعت بفقد ابنها ليقدم لهم مساعدة مالية تغطي نفقات الجنازة، فيقول: "وصل أفراد تلك الأسرة كمهاجرين من سوريا في عام 2016، وأخبرني الأب أن المجتمع هناك تعاضد وتعاون على دفع تكاليف الجنازة".
وأعلن السيد فقيه بأن هذا الشاب الذي لديه شقيقان وشقيقة واحدة، فارق الحياة يوم الخميس الماضي ودفن يوم الجمعة.
وتكريماً لحياة ياسين ومسيرته، طلب السيد فقيه من المنظمين إقامة حفل توعية للمجتمع كل أسبوعين يتم خلاله إعداد 500 وجبة تقدم للمحتاجين في حديقة ريجينت، وسألهم إن كان بوسعهم تخصيص الحفل المقام يوم الأحد لإحياء ذكرى ياسين، فوافقوا على طلبه.
وأخبرنا السيد فقيه بأن والد ياسين بكى بحرقة عندما أخبره بأمر الوجبات التي ستوزع تكريماً لروح ابنه، حيث قال: "يحتاج الناس لأن يحسوا أنهم ليسوا بمفردهم، خاصة إذا كانوا لاجئين"، فالسيد فقيه نفسه أتى مهاجراً إلى كندا من لبنان قبل أكثر من عشرين عام، ويتابع بالقول: "نريد أن نريهم بأن... الكنديين، بأننا جميعاً عائلة واحدة كبيرة، وبأنهم ليسوا بمفردهم، وقد قدر الأب ذلك كثيراً".
هذا وماتزال الأخبار ترشح حول تفاصيل وفاة ياسين وسببها.
إذ يخبرنا الدكتور أليكس سامارز وهو مسؤول طبي عن القطاع الصحي في المنطقة بأنه لم يستطع التأكد من هوية ياسين، ولم يعرف عنه سوى أنه ذكر بين 10-19 سنة عمل في دار رعاية لفترة طويلة، ثم توفي بعد التأكد من إصابته بالفيروس، وأضاف قائلاً: "من الواضح أن وفاة شخص تم تشخيصه بكوفيد منذ فترة قريبة وينتمي لهذه الفئة العمرية كانت صدمة للكثيرين، وحدثاً مأساوياً للغاية"، ثم أخبرنا بأن المرحوم كان أصغر من عملوا في القطاع الصحي في هذه المنطقة وفارقوا الحياة بعد تشخيص إصابتهم بكوفيد-19، حيث قال: "تحاول التحقيقات الجارية في قسم الصحة العامة فهم من أين أصيب الأفراد بعدوى مرض مثل مرض كوفيد، وأين يمكن أن ينتشر، مع محاولة التدخل للحد من انتشاره".
وذكر بأن حالة الشاب ياسين اعتبرت محسومة أي أن المريض لم يعد قادراً على نقل العدوى، وأضاف: "من المؤكد أن لفيروس مثل فيروس كوفيد تأثير على الناس يتجاوز فكرة نقل شخص للعدوى أو عدم نقله لها... إذ في بعض الأحيان يمكن لتبعات هذا المرض أن تمتد إلى ما بعد فترة التقاط العدوى بكل تأكيد. وفي هذه الحالة، كل ما يمكنني أن أطلع الناس عليه هو للأسف وفاة شخص في هذا العمر تم تشخيص كوفيد لديه منذ فترة قريبة".
المصدر: ستار