تعيش تركيا أجواء انتخابية جديدة بعد مرور أقل من عام على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في أيار عام 2023، إذ تنعقد الانتخابات البلدية في 31 آذار 2024.
ويتركز الزخم في الانتخابات البلدية على إسطنبول وأنقرة وإزمير بشكل خاص، باعتبار أن هذه المدن هي أكبر المدن التركية سكاناً وأعداد مصوتين.
واللافت أن بلدية إسطنبول الكبرى يتنافس على رئاستها 49 مرشحاً بينهم 22 مرشحاً حزبياً و27 مرشحاً مستقلاً، في السباق على المنصب، وهذا لا يشمل المرشحين المتنافسين على البلديات الصغيرة والتي يصل عددها إلى 39 بلدية.
الجديد في هذه الانتخابات أنه لا يوجد بين أحزاب المعارضة تحالفات كما في الانتخابات السابقة، بل رشح كل حزب مرشحيه على أمل أن يكون لهم حضور في الحكم المحلي مع صعوبة التنافس بما يخص الرئاسة والبلديات.
ورغم أن السياسة في تركيا لا تحرز حضوراً بارزاً من دون العمل ضمن حزب أو حركة أو تيار سياسي، فإن كثيراً من المستقلين ما زالوا يطمحون لدخول المعترك السياسي عبر برامج انتخابية ووعود ومشاريع يحاولون إقناع الناخب بها.
في هذا التقرير سنمر على أبرز أسماء المرشحين المستقلين لرئاسة بلدية إسطنبول، والذين بينهم رجال أعمال وفنانون وأكاديميون وكبار سن وشباب وغير ذلك، رغم أن أكثرهم غير معروف بالنسبة لمعظم سكان إسطنبول.
ويواجه المرشح المستقل في تركيا العديد من التحديات ومن أبرزها، تجاهل وسائل الإعلام له، إلا في حالات إثارة الجدل، عدم وجود حملة دعائية تليق بالحدث، خصوصاً في مدينة مثل إسطنبول كبيرة جداً ومترامية الأطراف ومعقدة التوجهات والناخب مؤدلج إلى حد كبير فيها، وكذلك نقص الخبرة فيما يتعلق بقيادة بلدية ضخمة لديها موارد دول ومشاريع عملاقة.
أكبر مرشحة سناً
لنبدأ الحديث عن أكبر المرشحين سناً، وهي "فاطمة كانيكورو لوغ أوغلو" البالغة من العمر 79 عاماً، والتي تشتهر باسم "Kuvva-i Milliyeci Fatma" (قوة الأمة فاطمة) بقبعتها التي ترتديها على رأسها ممهورة بعلم الجمهورية التركية.
وقالت "لوغ أوغلو"، التي كانت مرشحة مستقلة لعضوية البرلمان ورئاسة بلدية إسطنبول عدة مرات، "لن آخذ رشى ولن أقبل الهدايا".
المثير في قصة المرشحة الأكبر سناً أنها لأكثر من 40 عاماً تنافس بشكل مستقل على بلدية إسطنبول وعضوية البرلمان ولم تحرز أكثر من صوت واحد في معظم المرات التي ترشحت فيها.
"لوغ أوغلو" شاركت في الانتخابات 14 مرة بدءاً من 25 آذار 1984 وحتى 31 آذار 2024، وسبق أن نافست كلاً من "بدر الدين دالان، ونور الدين سوزين، ورجب طيب أردوغان، وعلي موفيت غورتونا، وقادر طوباش وأكرم إمام أوغلو"، وهي تنافس الآن 48 مرشحاً على رئاسة بلدية إسطنبول.
رجل الإنترنت
تايلان يلدز، المشهور باسم "رجل الإنترنت"، عضو مجلس بلدية إسطنبول، كان معاون رئيس حزب "الجيد" لشؤون الاتصالات والتكنولوجيا، قبل أن يستقيل منه في حزيران عام 2023، ويترشح على قائمة المرشحين المستقلين لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى.
يمتلك يلدز سيرة ذاتية علمية جيدة، فقد درس في جامعة "البوسفور" هندسة صناعية، ثم حصل على درجة الماجستير في الهندسة الصناعية من جامعة ماساتشوستس الأميركية، والدكتوراه في تسويق إدارة الأعمال بجامعة ستانفورد.
نال شهرة واسعة بعد أن أطلق حملة واسعة لتمكين استخدام الإنترنت في مترو أنفاق إسطنبول عام 2020، وأسفرت الحملة عن إطلاق خدمة الإنترنت المجانية في مترو إسطنبول في تشرين الأول عام 2021، وبات يعرف باسم "رجل الإنترنت".
قال تايلان يلدز في 25 كانون الثاني 2024، "حان الوقت لبداية جديدة. اليوم، أنا هنا كمرشح مستقل لبلدية إسطنبول، لاستعادة دور شباب إسطنبول. لقد أصبحت إسطنبول قديمة. سنوحد قوانا معاً. سنستعيد مستقبل إسطنبول".
ويعد يلدز بمشاركة سكان إسطنبول القرارات في حال فوزه برئاسة البلدية من خلال تطبيق "اختر غدك"، مع وعود في مشاريع النقل والاقتصاد والمساعدة الاجتماعية وغيرها.
المرشحة الليبرالية
مروة كاراتاش، تقدم نفسها بأنها "ديمقراطية ليبرالية"، وبنت حملتها الانتخابية تحت عنوان "البلدية الليبرالية"، عبر مجموعة من الوعود لحل مشكلات إسطنبول.
مثل "لا للاحتكار الأصفر في إشارة إلى أزمة تكاسي إسطنبول، ولا للشوارع غير الآمنة، لا للتوسع الحضري غير المخطط له، لا للضرائب المرتفعة".
اليوتيوبر غوفين أكيجي
مرشح مستقل، أسس شركة إنتاج أفلام باسم "سر" ولديه مرض إعاقة لذلك يركز في وعوده على تقديم مساعدات مالية للمتقاعدين والمحتاجين وأسر الشهداء والمحاربون القدامى شهرياً.
بالإضافة إلى ذلك يعد "أكيجي" بخصم 50 في المئة من أسعار النقل والمياه، وعدم تحصيل الضرائب العقارية السنوية من المنازل وأماكن العمل، وجعل رسوم النقل من وإلى المدرسة 3 ليرات للطلاب.
من الغناء إلى البلدية
إسحاق أكباي، مولود في ولاية قيصري، هو في الأصل شركسي من دول القوقاز، أعلن عن ترشحه لبلدية إسطنبول كمرشح مستقل، ويحظى بدعم من حزب "الديمقراطية التعددية"، الذي يعد معظم مؤسسيه من الشراكسة، وينفذ حملته الانتخابية تحت شعار "لقد انطلقنا من أجل مستقبلنا، من أجل بقاء كل الألوان، من أجل اللغة والثقافة".
أكباي لديه ألبوم احترافي منشور باللغتين الشركسية والتركية ويواصل حياته الفنية بنشاط، يبرز أيضاً بملابسه الشركسية التقليدية أحياناً.
مهندسة نظم كيميائية
هوليا كافوزلو كارامان، وهي مرشحة مستقلة أيضاً، تريد "أن تكون خادمة لإسطنبول وشعب إسطنبول" من خلال منصب رئاسة البلدية.
وشددت كرمان على أن البلديات يجب أن تكون خدمية وليست ضمن البازار السياسي؛ ولذلك هي مستقلة.
وتعرض كرمان مشاريعها في مجالات الزراعة والإنتاج والطاقة والنقل والتحول الحضري والزلازل والفن والبنية التحتية والتكنولوجيا والسياحة والمساعدة الاجتماعية.
ولدى كرمان نشاطات خيرية في الجمعية التي أسستها عام 2018 لنشر المحبة والسلام والأخوة الإنسانية وتقديم المساعدات للأسر المحتاجة.
الخبز بـ 4 ليرات تركية
يطلب المرشح المستقل فيدات أوزتورك، الذي يعمل في مجال المقاولات، الدعم من المواطنين بالتصويت له في ترشحه لإدارة البلدية.
يعد أوزتورك بتشييد 8 خطوط مترو جديدة و4 خطوط سكك حديدية جديدة، وتطبيق طريق ذكي لسيارات الإسعاف، والاستعاضة عن المتروباص بميترو.
كما أنه سيعمل على إعادة سور إسطنبول إلى حالته الأصلية، وسيوفر مواقف سيارات مجانية على الطرقات، وتأمين عازل الزلازل في البناء، وأن سعر الخبز سيكون بـ 4 ليرات فقط.
من كرة القدم إلى بلدية إسطنبول
كان جمال تارانجي قد ترشح لرئاسة الاتحاد التركي لكرة القدم ولكنه خسر، وفي الماراثون الانتخابي هذه المرة ترشح لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى.
تعود أصول تارانجي إلى منطقة شينجيانغ الأويغورية ذاتية الحكم، لكنه مولع بمنطقة زيتين بورنو بإسطنبول، أبرز وعوده تتلخص بالتحول الحضري في المدينة.
60 مشروعاً ضخماً لأصغر مرشحة
تبرز سنا إليست أكينجي البالغة من العمر 23 عاماً كأصغر المرشحين سناً في القائمة المستقلة.
وتهدف أكينجي، التي بدأت رحلتها الانتخابية بالقول "أنا أيضاً في هذا السباق"، واعدة بتنفيذ 60 مشروعاً ضخماً في إسطنبول، مؤكدة أنها قد حددت مشكلات البلدية.
وقالت أكينجي، التي أدارت حملتها الانتخابية عبر حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، إنها "لن تتباهى أمام الجمهور بالملصقات واللوحات الإعلانية".
أكّدت سنا أنها لا تفرق بين سكان إسطنبول لا من ناحية الدين ولا اللغة ولا الثقافة ولا العرق، جميع السكان لديها متساوون.
بطالة صفر
المرشح بيلين أكبينار من ماردين، يقوم بأعمال مختلفة في التجارة، بما في ذلك التسويق، لأنه لم يكمل دراسته في كلية الحقوق بسبب صعوبات مالية، يطلب الأصوات من الناخبين تحت شعار "لك الكلمة اليوم من أجل حياة صالحة للعيش" في إسطنبول.
أكبينار، وعد سكان إسطنبول بجامعات في كل منطقة، وتنفيذ التحول الحضري، والتوزيع العادل للثروة، وتخفيض البطالة إلى صفر، وتشجيع الهجرة العكسية، كما وعد بمدينة خضراء.
كما تحدث أكبينار عن حملته الانتخابية من خلال توزيع البروشورات في العديد من مناطق المدينة، ومشاركة مقاطع الفيديو عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.
رشح نفسه في مقابلة
غالب مينتيشة، سأله أحد المراسلين في مقابلة أجريت معه في الشارع، "من هو مرشحك لرئاسة بلدية إسطنبول" فقال: "أنا غالب منتيشة. أنا مرشح مستقل لرئاسة البلدية".
أتاكان بوزيايلا
يكتب مقالات دورية في مجال الاقتصاد، وهو مؤسس ورئيس حزب الجمهورية والاستقلال، ورئيس مجلس إدارة شركة بوزيايلا القابضة،يعد بحل قضايا النقل والطاقة في حال انتخابه.
رجل أعمال
يبرز رجل الأعمال عمر كارفان بوعوده بتوفير طاقة نظيفة ورخيصة من خلال محطات الطاقة المحلية، ووسائل النقل السريعة والبديلة من خلال القطارات الحضرية عالية السرعة، ومياه الصنبور الصالحة للشرب الخالية من الكلور، وفتح كل بقعة على مضيق البوسفور أمام الجمهور، وإصلاح الوضع الاجتماعي، كما يعد بوسائل نقل رخيصة وإنشاء وحدات للطب الوقائي.
ومن بين المرشحين أحمد بيريكمان وبولات أردوغان رجلا أعمال، وحبيب أكسو محامٍ، وحسين دورماز صحفي، وميرهات تكين بروسك خبير في علم الأعصاب، وبوراك إمري تشيتين طبيب بيطري، وأورهان تشيبي مستشار عام.