البث المباشر
في الطريق الواصلة بين قرية كفريا ومدينة إدلب، كان لافتاً للمارّة، ركن آليتَين غير مألوفتين، إلى جانب الأوتستراد الدولي، الأمر ذاته الذي شدّ رضوان عبد الحي، ورفاقه للنزول لمعاينتها عن قرب.
استطاع "رضوان" ورفيقاه، تمييز هاتين المركبتين ذواتي اللون الأصفر، من الأفلام الهندية والمصرية، إذ يظهر هذا الطراز في الأحياء الشعبية، قبل أن يعرفا اسم الآلية المعروفة بـ"التوك توك".
وقال "رضوان" لموقع "تلفزيون سوريا"، إنّ "التوك توك مركبة جديدة على السوق، ولم أسبق أن صادفتها في شوارع مدينة إدلب حيث إقامتي، أو في مناطق أخرى".
وأضاف أن "استيراد هذا النوع من الآليات، فكرة ظريفة، ممكن أن تكون ذات نفع لفئات المجتمع الفقيرة، غير القادرة على شراء السيارات".
بينما يجد نصر أبو أمجد، المهجّر من بلدة "التمانعة" جنوبي إدلب، خلال معاينته لـ(التوك توك)، أنّه "كان من الممكن العمل على تعديله، بحيث يتمّ إغلاق مداخله وتركيب أبواب بسبب قدوم فصل الشتاء".
وأردف لموقع "تلفزيون سوريا" أن "الآلية نظيفة وقابلة للركوب وهي حل مناسب لأصحاب الدراجات النارية خلال الشتاء، لأنها تقيهم البرد والأمطار".
وتعود ملكيّة الآليتين المعروفتين شعبياً بـ"التوك توك" لـ"محمد الباشا" المنحدر من منطقة الغوطة الشرقية والمهجّر إلى إدلب.
ويعمل "الباشا" على استيراد "التوك توك" إلى المنطقة بمساعدة صديقٍ له مقيم في تركيا، لأول مرة، قادمةً من الصين عبر الأراضي التركية.
وسيلة نقل اقتصادية
وفي إطار ذلك، قال "الباشا" في حديث لموقع "تلفزيون سوريا"، إنّ "فكرة استيراد التوك توك، جاءت من ضرورة نشر وسيلة نقل في المحرر، عمليّة في الاستخدام، وبأقل التكاليف، وخاصةً في ظل الازدحام السكاني وارتفاع أسعار الوقود".
وأردف "الباشا"، عن مميزات الـ"توك توك": أنها "وسيلة نقل اقتصادية، وذات مصروف قليل جداً مقارنةً بباقي الآليات، وكذلك تتميز بانخفاض أجور صيانتها إن وجدت".
علاوة على ذلك، أوضح، أنّ "التوك توك يحمل 9 ركاب، أي إن العائلة الكبيرة قادرة على الاعتماد عليه، ويمكن أن يكون لهذه الآلية خيارات عديدة، منها استعمالها كعربة بعد طيّ المقعد الأخير، والعمل عليها كـ(تاكسي) أجرة، أو للاستخدام الشخصي".
وأكمل أن "السيارات الحديثة، صارت حكراً على الأغنياء والطبقة الجيدة، بينما الفقراء ممكن أن يكون الـ(توك توك) خياراً اقتصادياً لهم".
التخلص من الازدحام
وأشار الباشا إلى أن "شوارع المدن هي المكان الأنسب لـ(توك توك)، وخاصةً المزدحمة منها والشعبية، كما هو ملاحظ في المدن المصرية على سبيل المثال".
وتابع أن "كثيراً من راكبي السيارات يعانون من صعوبة ركن السيارة بسبب الازدحام، بينما التوك توك يؤمن تنقلاً مريحاً في أحياء مدينة إدلب وباقي المدن".
واستورد "الباشا" نحو 30 قطعة، ويعمل على ترويجها في موقعين اثنين، الأول على طريق (باب الهوى ـ إدلب) وآخر في مدينة إدلب قرب دوّار الزراعة.
ويبلغ سعر الـ(توك توك)، نحو 1200 دولار أميركي، مشيراً إلى أن "هذا السعر عليه خصم، ما يقارب الـ 30 في المئة من سعرها الأصلي، في محاولة لجذب الزبائن والمساعدة على ترويجها بشكل لافت في المنطقة".
و لفت إلى أن "ترويج الـ(توك توك) يحتاج وقتاً جيداً، حتى يقتنع الأهالي بنجاعة وإمكانيات هذه الآلية وخاصةً أنها جديدة على المنطقة".
