عادت عائلة سورية إلى منزلها الذي تستأجره في ولاية غازي عنتاب، على الرغم من تعرضه للضرر عقب الزلزال المدمر الذي ضرب 11 ولاية جنوبي تركيا ومدناً شمال غربي سوريا.
وتبلغ نسبة السوريين الذين يعيشون في الولايات المتضررة من الزلزال 49.64% من إجمالي عدد السوريين الموجودين في تركيا، وهو ما يعادل مليوناً و738 ألفاً و35 لاجئاً سورياً في تلك المناطق.
وبحسب ما نقل موقع "evrensel" عن وزارة الداخلية التركية، فإنّ معظم اللاجئين السوريين في منطقة الزلزال يعيشون في أقبية المنازل القديمة والأحياء الفقيرة، وهو ما تسبّب بفقدان الكثير منهم لحياتهم عقب الزلزال، إلا أنه لم يُكشف عن عدد الضحايا بشكل دقيق بعد.
"لم نستطع الحصول على خيمة"
وسلّط الموقع الضوء على أوضاع اللاجئين الذين عادوا إلى منازلهم المتضررة عقب الزلزال، بسبب الصعوبات التي واجهوها وسط غياب الدعم الحكومي لهم، ناقلاً قصة إحدى العائلات التي عادت إلى منزلها في ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا.
يقول أحد اللاجئين السوريين - فضّل عدم الكشف عن اسمه لأسباب تتعلق بسلامته - إنه اضطر للعودة إلى منزله المتضرّر، بسبب الصعوبات التي عانى منها مع عائلته المكونة من ثلاثة أشخاص عقب الزلزال.
وأضاف: "خرجنا بسرعة من المنزل عقب الزلزال، ولجأنا إلى أحد المساجد غير المتضررة، ومن ثم بقينا في سيارة أحد الأقارب، ومن ثم ذهبنا إلى أحد المطاعم وبقينا هناك لمدة يومين، ولأننا لم نستطع الحصول على خيمة للإيواء، ذهبنا إلى أنقرة".
سوريون يعودون إلى منازلهم المتضررة من الزلزال في ظل غياب الدعم
— تلفزيون سوريا (@syr_television) April 12, 2023
تقرير: وائل عادل @waell3adel#تلفزيون_سوريا #لم_الشمل pic.twitter.com/VcI7BALuer
غياب الدعم عن اللاجئين
وأوضحت العائلة إلى الموقع، الظروف التي عانوا منها خلال رحلة نزوحهم إلى أنقرة، إذ لا يعرفون فيها أحداً، مما دفعها للذهاب إلى أقاربهم في إسطنبول، التي بحثوا فيها عن منزل للإيجار إلا أنهم فشلوا في ذلك نظراً لارتفاع الإيجارات فيها.
وأشار الموقع إلى أن غياب الدعم عن اللاجئين السوريين في إيجاد المأوى ودعم الإيجار أجبرت العائلة للعودة إلى غازي عنتاب والسكن في منزلهم المتضرّر.
دعم الإسكان لا يغطي اللاجئين
وفي حديثه إلى الموقع، قال الأكاديمي سمير العبد لله في تقرير أعده عن السوريين في منطقة الزلزال: "تنص جميع التصريحات الرسمية على أن تقديم الدعم السكني يقتصر على المواطنين الأتراك، سواء من خلال دفع الإيجار وتوفير سكن بديل، أو من خلال تجهيز كونتينرات للسكن إلى حين إعادة بناء المساكن المتداعية، ولا يوجد أي تصريح إلى الآن يتضمن اللاجئين المقيمين في المناطق المتضررة".
ويتضمن التقرير المشكلات التي واجهها ضحايا الزلزال ومقترحات لإيجاد حلول لها، وعلى رأسها خطاب الكراهية الصادر عن شخصيات سياسية مثل رئيس حزب النصر (Zafer Partisi) أوميت أوزداغ عبر وسائل الإعلام.
وأضاف: "بينما يواجه سكّان المنطقة مشكلات مثل فقدان هوياتهم المؤقتة في الحطام، وفقدان العمل والسكن، وعدم الحصول على الدعم المالي، يطلب من اللاجئين المتضررين الحصول على إذن سفر محدود المدة، ويعانون أيضاً من استغلال أصحاب العقارات عند منحهم بيوتاً للإيجار، مثل الدفع لمدة 6 أشهر أو سنة مقدماً، عدا عن مشكلة إغلاق بعض الأحياء أمام اللاجئين في الولايات التركية".
8 في المئة سيبقون في سوريا ولن يعودوا لتركيا
وسبق أن أجرى موقع تلفزيون سوريا استبياناً شارك فيه 100 شخص عادوا من تركيا إلى سوريا لقضاء "إجازة الزلزال" في الشمال السوري، أجابوا على سؤال "هل قررت البقاء في سوريا؟".
وأظهرت نتائج هذا السؤال أن 48% يفكرون بالعودة إلى تركيا بعد انقضاء مدة الإجازة، بينما 8% قرّروا عدم العودة، ونسبة 44% لم يحسموا قرار العودة.